منبر العراق الحر :
أهيمُ شوقًا لمحرابِ صلاةِ الأقدار.
كلُّ ما نحياه يمرُّ علينا لطيفًا هَيِّنًا، بترتيل الصلاة على الرسول و الاستغفار
فالانتصارُ فوزُ روحٍ تملؤها عقيدةٌ بلِينِ الحوار.
القرارُ، والاختيارُ، والأقدارُ…
حينما تجزمُ الأمرَ، تتوكّلُ وتسعى لتحظى بالفوز والانتصار.
الاختيارُ من محارمِ القرار؛ أن تختارَ بإرادتِك أمرًا يتلو عملًا،
ويتجلّى بسوءٍ أو حسنِ اختيار،
لتعودَ تُصحِّحُ قراراتِك بعينِ الإبصار،
لحقائقَ لا تُرى بالعينِ، يستشعرها القلبُ بانشطار،
يعكسُ الرؤيا بعمقٍ ودرايةٍ وعنايةِ مسيرِ الأقدار.
كيفَ، ومَن يعلمُ العلمَ ويعلّمه للخَلق، يعجزُ أن يملأ قلبَك بالسكينة
حينما تنطفئُ بالقلوبِ الأنوار؟!
إلهي، ما أعظمك!
كلُّ شيءٍ طوعُ أمرِك وإذنِك، حتى دُمعةُ الروح،
ترتفعُ فينا درجاتٍ، وتُكتبُ بصحيفتِنا،
كما يرحلُ الليلُ ليتلوَهُ النهار.
نظنُّ—والظنُّ إثمٌ—حينما نلومُ أنفسَنا على ما قد أقدمنا عليه من قرار.
كم من رحّالةٍ مشى دروبًا وَعْرةً،
وكتب خطواتِه على الرملِ خوفًا أن يضيعَ بدايةَ المشوار؟!
وكم منّا أخطأَ الاختيارَ ليُبتلى بتتمّةِ المسيرِ ولِمَا تشاءُ الأقدار؟!
ندفعُ الثمنَ باهِظًا، ونظنُّها خواتيمَ ليس بعدها انتظار،
وفجأةً تشرقُ شمسٌ لا تخونُ العهدَ لمخلوقاتِ الكون؛
فهي دومًا حاضرةٌ بثوبِ النهار.
ونبكي حسرةً وألمًا، حينما يشتدّ بنا الألمُ والوجعُ حصار
لا نعلمُ الغيبَ الذي حفظَنا لو شئنا المبيتَ بظلِّ حِمى الأشجار.
قد يُغافِلُنا شيءٌ ممن نحتمي به،
فيكونُ الوجعُ بالعمقِ بل بوجعٍ منه الجبالُ تنهار.
نصحو وقلوبُنا مغتسِلةٌ بجميلِ رِضًى،
بعالَمٍ يحملُ ثقافةَ القناعة،
لتُبصِرَ القلوبُ بسعةِ حِلمٍ وصبرٍ،
يُلامسُ نورًا يُشعلُ بطريقنا كلَّ الأنوار.
من كان اللهُ عونَه، فمَن عليه؟
هناك أشياءُ قدَرِيّةٌ نُسلّمُها، لمن يهدينا سكينةً وطمأنينةً
تجبرُ خاطرَ قسوةِ الأقدار،
لتُخبرَنا: لا تخشَ شيئًا، وتابعْ تتمّةَ المشوار.
من يكِدْ، يكِدْ لنفسِه؛
وكلُّ خُلُقٍ يعودُ على صاحبِه بميزانِ عدلٍ والكفتين نحن من يملؤهما الخير والشر كل بما نفسه تهوى بلا تلم هنا الأقدار .
تَمَّ قريرَ العين، وانتظرْ مهما طالَ الانتظار؛
الفعّالُ لما يريدُ ربُّ الخير.
فسلامٌ على رُسُلِه والنبيّين، ما أجمله صبرا حينما تقسو علينا حكم الأقدار !
الكاتبة هيفاء البريجاوي
⸻
منبر العراق الحر منبر العراق الحر