منبر العراق الحر :اسفرت الانتخابات الحالية عن تدوير القوى التقليدية في السلطة التشريعية وغاب عن المشهد المدنيون ماعدا عامر عبد الجبار كما غاب المقاطعون من التيار الوطني الشيعي(الصدريون) . ان لهذه النتيجة المعروفة سلفا اسباب واضحة لا تخفى على المتتبعين فان قوى السلطة بيدها النفوذ واموال الفساد المسروقة من الدوله اذ لم يكن احدا من السياسيين الحاكمين ثريا عندما جاء الى السلطة بل كانوا لايملكون شيئا وهذا ليس عيبا ولكن العيب هو هذا الثراء الفاحش باستغلال السلطة و الانفاق الملياري على الانتخابات لشراء الاصوات للحصول على مزايا المناصب المغرية . لذلك شرعوا قانونا على مقاس الكتل الكبيرة اقصد سانت ليغو1.7 وهو لايخدم القوى الناشئة والمدنية بشكل عام ولا يعكس التنوع الاجتماعي وهذا كان من اهم اسباب خسارة القوى المدنية خاصة البديل والتحالف المدني الديمقراطي .وهناك اسباب اخرى لخسارة القوى المدنية ترتبط بالجانب الذاتي والامراض المتوطنة فيها من النرجسية والصراع القيادات والتفكك وعدم قدرتهم على التوحد او على تقديم شخصيات لها حضور اجتماعي اوجذور شعبيه وانما تتحكم العلاقات من اجل ملأ القائمة ، عموما لم تنجح القوى المدنية في بناء تحالف واسع يمكنها من الوصول الى سدة البرلمان وغاب الحضور المدني في البرلمان لاسباب كثيرة لا يسعنا التطرق اليها الان.ان اختفاء الصوت المدني سوف يطلق العنان لمزيد من الفساد والمحاصصة والتمترس بالسلطة وارتفاع منسوب الكسب غير المشروع .اعتقد ان الرؤية المدنية الغائبة سوف تؤثر في نوعيه القوانين التي تمس الحريات والحقوق والعدالة الاجتماعية وشؤون المراة والطفوله وينعكس على الابتعاد عن بناء دولة مدنية ديمقراطية مؤثرة في الداخل وفي محيط العلاقات الدولية .
لقد انضم في هذه الانتخابات الى المقاطعين الكثير من المثقفين والموظفين والاكاديميين والانتلجنسيا العراقية بسبب الاحباط وعدم الشعور بالجدوى نتيحة استخدم القوى التقليدية لموارد الدولة في الانتخابات لصالحها واستعمال التصويت الخاص حصرا عليها فقط لانها استاثرت بالحشد و المنظمات المسلحة والمليشيات حيث كانت وقفا على القوى النافذة
تبقى مصلحة العراق في اعتماد التنوع الاجتماعي كقوة دافعة في النظام السياسي مؤجله الى حين نضوج الوعي في استخدام الصوت الانتخابي خارج مؤثرات الفساد والرشا واستعمال اجهزة الدوله في حصاد الاصوات . ان هذه الانتخابات استعملت فيها الزبائنية وليس البرامج الانتخابية ولو اختار المدنيون المقاطعة الى جانب الصدريين للضغط من اجل تغيير القانون الانتخابي لكان افضل …. الكثير يتوقع ان ستكون هذه الدورة مكملة للدورة السابقة في الفشل وعدم الفاعلية الا اذا تشكلت حكومة قوية بعيدا عن المحاصصة الطائفية وهذا غير متوقع في ظل هذه الظروف السائدة .
منبر العراق الحر منبر العراق الحر