ديمقراطية الملاهیگ…عبدالعال مأمون

منبر العراق الحر :
بات في حكم المؤكد أن فقهاء وزعماء وصناديد الطبقة السياسية التي تسَيَّدَت العراق بعد عام ٢٠٠٣ جميعهم منسجمون في تقاسم غنائم الفساد وحواسمه بنسب قد لا تشبه بعضها٠٠ وان الخلافات التي تظهر بينهم بعد كل ازمة أو فضيحة لها حدود مسموح بها من تبادل الاتهامات والشتائم لا يمكن تجاوزها٠
ولعل كثرة الشارحين وتنوع المدافعين والمفسرين والمبررين لإشكالية “المُجَرَّب لا يُجَرَّب” كشفت أن كل مَن التَحَقَ بطابور العملية السياسية لن يفقد حصته من الغنائم والامتيازات ومكافآت خدمة الجهاد والنضال ما دام حَيّاً يُرزَق ، يأكل ويشرب وينام ويصحو ، ويشاهد التلفزيون ، وقد يحل ضيفاً على إحدى الفضائيات ليفك الانسدادات السياسية أو يُفَسِّر أحلام وأوهام المتظاهرين ضد سيادة الدولة وهيبة الحكومة وخططها الخمسية والعشرية للنهوض بالبناء والاعمار٠
فالسنوات التي تلاحقت منذ تشكيل مجلس “حكماء بريمر” الى اليوم أثبتت أن مَن يُقال من وظيفته أو منصبه – لأي سَبب – أو يُحال على التقاعد أو يخسر في الانتخابات لا يجوز أن يفقد خواصه البايولوجية وخصائصه الايديولوجية ، بل لابد أن يظل مُعززاً مُكرماً ، وما هي إلا أيام أو أسابيع وتسمع تحديثات أخباره وفرمتات أسراره:
– أما مستشاراً بواحدة من الرئاسات الثلاث السيادية قدس الدستور سرها٠
– وأما رئيساً لهيئة من هيئات التخطيط والاستثمار ستر الدستور سترها٠
– أو مديراً لمكتب من مكاتب الفخامات والسعادات والمعالي طمطم المستور من “هَفوات” الدستور عوراتهم أجمعين٠
– أو أنه سيفوز بما يكفيه ويغنيه ويرضيه ويزيد مؤيديه من التخصيصات المالية اللازمة لتأسيس مركز دراسات وبحوث وتحليل سياسي يجود بفقهه وفلسفته واكتشافاته ليسد حاجة الوطن من مقومات التطور العلمي ويتبرمك بالفائض على دول الجوار٠
– وان لم يجدوا له مكاناً يليق بتاريخه النضالي وتضحياته الجهادية هنا أو هناك فلا مانع من إلحاقه بأحد طواقم سفارات العراق المنتشرة على طول أرض الله وعرضها حتى لو لم يكن للعراق (نَفَر) عراقي ساكن في تلك الارض أو لاجئا إليها وذلك أضعف اجزاءات الإحسان٠
▪︎أما عودة مجالس المحافظات التي فضحت مستوراتها وأزاحتها دماءٌ طاهرة زكية لأكثر من ٨٠٠ شهيد من شباب الوطن الأبرار الذين تظاهروا بصدور عارية لاستعادة الوطن من سارقيه ، فان عودتها هي أوضح مثال على حرص زعماء العشرين عاماً الماضيات على ايجاد فرص العمل الملائمة لاستيعاب الفائضين من صناع مستقبل العراق العاطلين عن العمل لكنهم مناضلون ومجاهدون أشداء على الكفار رحماء بينهم بشهادة بول ابن زاير بريمر ومصادقة كونداليزا بت مُلَّه رايس !!

اترك رد