منبر العراق الحر :
لها مِن رَمادِ الحب والحربِ ما لَها
سَماءٌ بلونٍ الـوَردِ أرخَت ظِـلالَها
وأحـلامُها خَجـلى تُمنّي حـدودَها
بنـخـلٍ فـراتيٍّ خَجــولاً بَــدا لَها
مَـرايا مَسَــراتٍ وأشـواقُ عـاشِـقٍ
وتيجـانُ أفــذاذٍ تُحـاكي هِــلالها
كذا حـالُها بغـــداد جُـمّارَة الهَـوى
وياقـوتـةُ الأمصارِ مُـذ قيلَ يالها
مَسافـاتُها حُبلى بأوجـاعِ مُغـرمٍ
بأسمى مَعاني الحبِّ يَرجو وِصالَها
فـلا ودًّعَ النعـمانُ أفيـاءَ نَخـلِها
ولا كاظـم الاهـاتِ جـافى رمالَها
هيَ الخوذةُ الخرساءُ من صَبرِ أهلها
على ساسَةٍ في الليلِ باعوا عِقالَها
كأني أرى بغـــدادَ من ألـفِ ليــلةٍ
على شاطئ الأحزانِ حَطَّت رِحالَها
فتاوى دُعاة الدين أبكت جنوبَها
وحمّى مُلوكِ السُحتِ شَقَّت شَمالها
مَطـايا غـزاة الليلِ عادوا لوَأدِها
بسَيفِ الذي أعطتهُ يوماً حَلالها
أمًوعــودَة بغــداد بالحزنِ كلَّما
أضاءَت دياجيـها خـرابٌ أتى لَها
فأبقى بَواديها يَـباباً شحيـحةً
وبَثَّ الأسى فيـها وأعيا عِيـالَها
لتغفو على الآهاتِ تستأذنُ البُكا
لَعــلًّ الـذي تبـكيه يـرثي دِلالَـها
ولكنــها بغـــداد ، بَوابـةُ الفِــدا
سَتُغري خيوطَ الشمسِ حتى تنـالَها
سَتَصحو غَداً بغدادُ مِن سكرةِ الأسى
وتنأى ضِباعُ الـذِلِّ تشـكو احتلالَها
============================================”
منبر العراق الحر منبر العراق الحر