منبر العراق الحر :
يبدو أنّ معيار ترشيح الشخصيّات للرئاسات والوزارات بكافة إنتماآتهم و ولاآتهم في الأحزاب و الكتل المتحاصصة المختلفة و المخالفة بعضها مع بعض و منذ البداية؛ كان على أساس الولاء المطلق لرئيس الحزب والتقليد الأعمى لما يقوله رئيسه ومسؤوله لتحقيق أهدافهم الخاصة قبل أيّ هدف آخر و بآلتالي هو ترشيح لضمان المناصب للأستمرار بالرواتب والحصص و الإمتيازات, و كما كان الحال منذ عشرين عاماً و للآن و كأنهم إمتداد لنهج حزب البعث الجاهل الذي كان معياره لتعيين المسؤول؛ هو مدى عبادته لـشخص(صدام)!؟
فالسيد شياع السوداني مرشح الأطار كما من سبقه من الرؤوساء والوزراء لو كانوا يؤمنون بفلسفة في حياتهم و يملكون شيئاً من علوم الأدارة و التنمية و الخطط الإستراتيجية و لو مقدماتها آلأبتدائية لقيادة الحكومة؛ لكان الأولى به و بهم إحياء التنمية الزراعية والصناعية لكونه يدعي مهندس زراعي فواقع الحال العراق اليوم يستورد حتى الخضراوات و منها البصل من دول الجوار و غيرها!؟
و إذا كان السيد السوداني و رئيسه و كل كتلته قد فشلوا في آلمجال الزراعي خاصة و هو أساس إستقلال أي بلد و حتى الصناعي و الخدمي ؛ فكيف يمكن النجاح في أكبر من ذلك والمجرب لا يُجرّب, و فوق ذلك يتقدّم بلا حياء مُدّعياً قدرته لإدارة رئاسة الوزراء!؟
فهل يمكنه النجاح في ما هو ليس بإختصاصه و لا يعرف حتى تعريفاً للإدارة والحكم .. بل وهو أساساً لا فلسفة عادية ناهيك عن كونيّة للحكم بآلعدل .. ناهيك عن مستوى و إمكانية المرشحين له لشغل ذلك المنصب .. و هم (مرشحون إطاريون لا يعرفون حتى أنفسهم حقّ آلمعرفة و بآلتالي الإدارة التكنولوجية الحديثة و سبل إنجاح الخطط الخمسية أو العشرينية أو المئوية و التي لم يسمعوا بها إطلاقاً!؟
ثمّ هل يدرك الأطاريون كما غيرهم من الكتل و الأحزاب بأن مجرد طرح برنامج أو مشروع أو إصدار قانون غير مدروس الأبعاد بدقة بأنها ستكون كارثة تُسبّب الخسائر الكبيرة والجسيمة, بل مجرّد الأعلان عنه سيخلق الفوضى والخسائر الكبيرة لكونها مشاريع ستراتيجية لا يمكن إنجاحها المستويات التي شهدناها و نعرفها في العراق منذ القرن الماضي, و أكبر دليل على ذلك ليس فقط فشل المشاريع التي وصلت لأكثر من 18 ألف مشروع و لم تنفذ بل تسببت خسائر مادية كبيرة و ما زالت متلكئة بعضها منذ بداية السقوط, بل والأكثر من ذلك أن رئيس الوزراء الكاظمي ألغى أمس جميع القرارات التي صُدرت زمن الحكومات السابقة كحكومة المالكي والعبادي و عبد المهدي؛ و هذا يعني الأعتراف الصريح بفشل الحكومات التي نهبت أموال الفقراء بحدود ترليوني دولار أمريكي, والعارف في الرياضيات يمكنه معرفة الكارثة التي خلفتها تلك الحكومات و التي ستقصم ظهور الأجيال القادمة !؟
لهذا :
السلام و ألف سلام مع فراءة سورة “الفاتحة مع التوحيد” تسبقها الصلاة على محمد و آل محمد على العراق و على شعب العراق الذي دخل العد التنازلي بإتجاه الفناء مادّياً و أخلاقياً .. بسبب ما دار و يدور فيه من تخبطات و مآسي و فساد بسبب التحاصص الحاصل من الأمّية الفكريّة و الجّهل المربع الذي نخر عقول القيادات الحزبية و حتى الأكاديمية التي قادت البلد نحو الهاوية بعد ما شرّعت تلك القوانين التي ألغيت جميعها و التي أدّت لنهب الأموال و تحاصص حقوق الفقراء بلا حياء أو وازع و هدرت أموال الخزينة كمهمة رئيسية في مناهجها نتيجة لمقولتها الفارغة الكاذبة: [نريد خدمة الشعب] و [إننا…] و [سوف…]!؟
و لو فرضنا صحة ما إعتقدت به العقول المعروفة في الأطار و الأحزاب المؤتلفة و التي أعرفها جيدأً – لأن أثقفهم لم يكتب مقالاً مفيداً خدم الفكر الأنساني و بآلتالي الأنتاجيّ .. لإعتقادهم بأن السلطة للإغتناء وجمع المال؛ ثمّ كيف يُمكن إدارة البلد بدستور فاسد الكثير من بنوده و فقراته و مواده ظالمة تتجه في محصلاتها النهائية لصالح جيوب الرؤوساء و المسؤوليين المتحاصصين.. و بآلتالي لا تحقق سوى نهب الأموال و الرواتب و المخصصات و التقاعد لمرتزقتهم!؟
أَ لَا من عاقل أو شبه عاقل أو شبه عالم .. يتقي الله و يعرف شيئا من مقدمات العلوم المطلوبة لأدارة الدولة من تلك الأوساط الفاسدة بتفعيل التنمية الزراعية و الصناعية والعلمية والخدمية خصوصاً تلك المستدامة لبناء الطرق والمدن و التأمين الصحي و الدراسي للإستقلال!؟
أم هناك إجماع توافقي بينهم(الأحزاب) من جهة و بين أمريكا و إيران من الجهة الأخرى و بمباركة ممّن حولهم لإبقاء العراق ضعيفاً مستنزفاً حتى الفناء الكامل عبر التحكم بمساراته و موارده و سياسته بحسب المهام و القضايا الإستراتيجية المرسومة التي تهم تلك البلدان الإستكبارية المسيطرة على العراق بواسطة الأحزاب كلُّ بحسب دوره و مساره المرسوم له في المطابخ الحديثة !؟
و المشتكى لله ..أولا و أخيراً و كذلك للسيد الولي الفقيه و للسيد بايدن اللذان يعرفان خفايا الوضع العراقي و مستقبله الضائع الفاني !؟
و أنا لله و إنا إليه راجعون …
حكمة كونيّة : [مَنْ إغتنى من وراء آلسّياسة و آلدِّين فاسد], و هل يوجد في العراق مَنْ ترأّسَ أو توزّرَ أو أدارَ مسؤولية و لم يغتني!؟
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد