منبر العراق الحر :
ربّما كانت
تُمطِر في الحلم، ففتح المشاة
مظلاّت قلوبهم
وأغمضَ الطريق عينيه
ربّما تفورُ عيون السماء
وتكتظُّ حنجرة المطر بالصلاة
ربّما كان الخوف وحشٌ
يسكن البيوت الفقيرة
حين يندّسّ
الصغار تحت لحاف الجوع
ويصبحُ الرغيف وجه القمر المحروق
ربّما كان الحُب
وردةٌ محاطة بالأشواك
الدمُ الذي يحقن بتلات الجوري
لحظة اغتيال العاشق لحبيبته
ربّما كان الحنين
رائحة خبز الأم في الصباح
وعطرُ شالها المزروع في الذاكرة
تلويحة المسافر
لكوخه المتآكل قبل الرحيل
ربّما كان الحزن
الغصّة التي تبتلعها شجرة
الليمون بعد موات الفصول
ورحيل الأحبة بعد الحرب
حينَ ترقصُ السماء على جراح الكون
وحين تُجهزالآلهة القبور والشواهد بصمت
وتحصي شهقة الأسماء فقط!
-تَعبَ الموتُ من تلكَ الجثث الموقوتة
التي تتراكم فوق جسده
متى سيعرفُ الراحلون بأن الفراق
هو قرصةٌ خفيفةٌ من شحمةِ القلب؟
ثم اكتمال الجراح
بالتساوي مع نزف الياسمين
متى سيعرف القابضون على جمرِ قلوبهم
بأنَّ الحُبَّ قد يندّسُّ في أكمام الظلال
قد لا يتفشىّ في بلادٍ
أدمنت على حبوب اللاعودة
هند زيتوني