منبر العراق الحر :انخفاض مناسيب الأنهر، وخصوصا في دجلة، وانسحاب النهر لمجرى ضيق وضحل، يشير إلى انخفاض مخزون السدود العراقية من المياه، بسبب الإجراءات التعسفية التي تمارسها السلطات التركية في مصادرة حصة العراق المائية، حسب القانون الدولي!
الأزمة ليست وليدة اليوم، بل منذ سنوات، لكنها استفحلت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، دون إجراءات فاعلة من الحكومة العراقية، أو وزارة الخارجية، وبقية الجهات الحكومية والسياسية المعنية بهذا الشأن!
معادلة العلاقة بين العراق وتركيا، غير متوازنة إطلاقا، تركيا تقطع الحصة القانونية والإنسانية والأخلاقية من مياه الأنهر، وتركيا تحتل أجزاء من كردستان العراق، وتنشأ قواعد عسكرية دائمة لها، وتركيا تقصف متى تشاء، وتدفع بمنتسبي البكه كه إلى داخل العراق، لكي تبرر وجودها العسكري وتمددها أيضاً، وتركيا تتجاوز في موضوع تصدير نفط العراق، وتغرمها المحكمة الدولية مليار ونصف المليار تعويضا للعراق ولن تدفع، بل لم تعترف أصلا بهذا الحكم!
أما الموقف العراقي، فيقابلها بسخاء بالغ، الميزان التجاري بين العراق وتركيا يبلغ نحو عشرين مليار دولار سنويا، البضائع التركية تملأ الأسواق العراقية، ونحو مليون سائح عراقي يذهب إلى تركيا سنوياً،
ناهيك عن عشرات الشركات التركية العاملة في العراق في قطاع البناء والمعامل الصناعية، بل أن بعض المعامل التركية انتقلت من تركيا إلى داخل العراق في إنتاجيتها من الألبان ومشتقاتها والأطعمة، كما تحتل الشركات التركية المنتشرة والمتخصصة بصناعة الملابس والأثاث المنزلي أولوية في السوق العراقية!
لماذا هذا الإذعان والاستسلام لتركيا، وغياب أي ردة فعل من العراق في وقت صار الموت يزحف إلى الحياة الزراعية والحيوانية والبشرية بسبب الجفاف الذي أعلنته تركيا على العراق بقصدية صريحة!
الحكومة غير مبالية بما يحدث، طيب الأحزاب السنّية التي تستقبل أردوغان بالأحضان والقبل الساخنة، بكون أردوغان يمثل مرجعية السياسيين السنة وفق النسق العثماني، لماذا لا يتحركون للمطالبة بالحق ليس أكثر، حق العراق من المياه!
السياسيون الشيعة يتحاشون إعلان موقف صريح؛ مما ترتكبه تركيا بحق العراق، طيب اذهبوا إلى إيران مرجعكم العقائدي، وطالبوها بموقف ضاغط على تركيا إزاء عطش العراق، عطش أحفاد الحسين (ع)،
لماذا الإذعان ونحن مصدر تغذية مالية كبيرة وهائلة لاقتصاديات تركيا، مثلما نحن مع إيران؟
الشعب العراقي اليوم، صار يدرك أن الأحزاب السياسية لا تدافع عن مصالح الشعب، بل عن مصالحها الشخصية والحزبية، وبينما نهر دجلة آخد بالجفاف تجدهم مشغولين بالدعاية الانتخابية واللهاث نحو الفوز بمجلس النواب والسلطة!
الشعب العراقي عليه أن يبادر لمقاطعة البضائع التركية واستبدالها بالبضاعة الأردنية أو السعودية أو المصرية أو الصينية وغيرها، واعتبار المقاطعة موقفاً وطنياً للبرهان على وحدة العراقيين وتآزرهم وقت المحنة!
دعونا نعطي الدرس لتركيا والحكومة العراقية التي تنتظر شفقة السلطان العثماني، بينما الموت يداهم كل شيء في العراق الصحراوي قريبا!
*أتمنى على الأخوة بالمنصات والمواقع التركمانية والكردية العراقية، نشر المقال مع ترجمته إلى اللغة التركية.
منبر العراق الحر منبر العراق الحر