منبر العراق الحر:
عُصاب..
الخوفُ
يلازمني بأشكالٍ
غريبةٍ، ومريبة
كأن يأتي مثلاً
على هيئةِ أصواتٍ
أسمعُها بوضوح
لأناسٍ لا أراها،
تحديداً
بعد منتصفِ الليل
حين أكون وحيدة
وحيدةً تماماً !
أرتجفُ
ألتفتُ حولي بشكلٍ لولبي
فأركضُ متعثرةً
إلى أوّلِ حضنٍ أراه أمامي
ثمّ أقرّرُ …
ألّا أجلسَ وحدي ثانية
اللَّعينُ
يغيّرُ هيئتَه
يظهرُ من خلالِ ظلّي
كي أصبحَ حرفيّاً
“أخافُ من خيالي”
يقفُ في وجه الضّوء
يلوّحُ لي بحجمهِ الكبير
ينهضُ
يلاصقُ جسدي
يشدّني من يدي
فيرمي بي في عتمته
ثمّ أقرّرُ ..
ألَّا أديرَ ظهري للضوءِ مرّة أخرى
يزورُني في الظّلامِ
على هيئة خيالاتٍ
تتماوجُ أمامي
فأنهضُ بلمحِ البصر
لأشعلَ النّور
حين أنام ..
يبدو في كوابيسي
فأجعل من قلقي
صديقَه اللّدود
يخرجُ من بابِ خزانتي،
أغلقُه
من داخلِ درجي،
أقفلُه
من تحتِ الغطاء
من داخلِ السّتارة
تحتِ السرير
خلفِ المشجب
وراءِ الباب
و من اللّوحةِ المعلّقةِ أمامي ….
أمسكُ به وأخنقُه
الآن ..
كيف لي أن أهربَ منه
أو أقتلَه؟!
وأنا
كلّما أنظرُ إلى المرآةِ ..
أصرخُ !