منبر العراق الحر :
على جليد الغوايةِ، الخوفُ أيضاً يُغوي
اُخرجْ منَ العتمةِ أيّها المتلصِّص
حتّى الضوءُ، تجدُه العتمةُ مُبهِراً
ناضجاً بما يكفي، ليرى ذاتهُ السحيقةَ الغابرةَ
في قيامةٍ : اسمُها الصباح
في لدغةِ البردِ وتكرار الفصول
في عنبرٍ زهريٍّ وأبيضَ، يتلوّى بينَ الميّتين
ليُعطِّر التفسُّخَ في مظاهرِ الحياةِ
والحياةُ جديدةٌ أبداً، ولا تهترىء
تنبثقُ منَ الصّخرِ، لتُكرِّم نفسها
بقطرةِ ندى.
الحبالُ، لا تَصِل
لذلكَ: تثأرُ الحياةُ لنفسها أحياناً بمخلبٍ
ولكن الدُمى الخشبيةَ لا تنزِف !
عليك أن تُطلق النارَ إذاً على الحِبال !
لا أبقى، ولذلكَ أتناقصُ
لا أكتملُ، ولذلكَ أثأرُ
النار تذوبُ في اتّقادها
حتّى الضحكةُ: تستَنفِر الدمعة
حتّى الفرحةُ: تتسلّق المرارة
حتّى الخطوةُ: نَردُ العُبُور
اصغِ، للورق اليابس
كيفَ يُطقطِقُ، في المفاصِل
للخُضرةِ، تَتنكّهُ في اللّحمِ
للزعفران، يُدمي الحكاية
اصغِ، للأرض كيفَ تتنهّدُ
للتجاويفِ السوداءَ، كيف تَدفِقُ خِلسةً
دِماءها المُستعبَدة
كيفَ يخرجُ الضوءُ منَ المحجرين مصادفةً
فيرى: ثلجَ الرغبةِ
يُكلّلُ جبالَ المَنع
اصغِ للأرضِ
حتّى اليعسوبُ، في لحظةٍ ما يُقرِّرُ
حتّى الدمعةُ العزيزةُ
في لحظةِ ما .. تنزلِق
حتّى الصلابةُ
تحتَ سياطِ الزمنِ.. تَصدأ