منبر العراق الحر :
– ملحمة عاشوراء
بهدف ان نأتي بكلام جديد بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس النظام الجمهوري في العراق، منتصف تموز 1958 عـنّت لي فكرة التوقف عند هذا الحدث التاريخي التي صادف بتاريخ 2024.7.14 بالمقاربة – النسبية جدا جدا، بالطبع – بينه وملحمة “عاشــوراء” التي مرّت بعد ثلاثة ايام على ذلك التاريخ ..
كتبت، واكرر، مقاربة نسبية جدا، فأتمعن في مدى استلهام اصحاب الرابع عشر من تموز 1958 من مبادئ “عاشوراء” : الثورة على الظلم، والانتصار للمفقـرَين، والتضحيات من اجل اقامة العدل والمساواة… كما تبني الايثار بألاخضر المعشب من الضمائر على مثيله المجدب المقفـر..
– الامور بنتائجها
وبأيجاز: ان الأمنيات شيء والوقائع شيء اخر، لا يتطابقان بالضرورة، حتى وبأفتراض ان النوايا خيّـرةٌ، مخلصةٌ، صميمية.. واخلص من ذلك الى الاقتراب في الفهم والقناعة بأن الامور بنتائجها، وليس بأنطلاقها، او بمساراتها .. وفي ذلك تأشيرات لأولي الالباب، بشأن ما حدث في 14 تموز 1958 .. بعيدا عن الغلــو في العواطف، وطغيان التشدد المقيت في كل شيء، مجددا تبني مسارات ” اوسط الايمان”..
– مسؤولية فردية
من المفيد ان يُصار للتأكيد مجددا، بل ودائما، بحسب ظني على الاقل، ولن اضــنّ في ذلك البوح بذلك، بان ثمة فروق شواسع بين مباديء واهداف وطموحات حدث تموز 1958 الاستثائي في تاريخ الامة العراقية، واعنى انهاء النظام الملكي، واحلال النظام الجمهوري، بينه، وبين الوقائع والممارسات العملية الميدانية التي نفذها بتفرد مطلق، العميد / اللواء لاحقا، عبد الكريم قاسم، على مدى اربعة اعوام ونصف.. وبحسبي ان التمييز بين الأمرين سيعني الموضوعية، ويمنح كل ذي حق حقه في التقييم، بتجرد عن حسابات الحقـل والبيدر، والظروف السياسية والاجتماعية، السائدة، الضاغطة، والمؤثرة وما بينها..
– ملكي أم جمهوري؟
يسود في العقل الجماعي، الشعبي، او الشعبوى، في بلداننا “النامية” خصوصاً، تبسيط بأن الأنظمة الجمهورية ارقى وافضل من الانظمة الملكية.. ولكي لا نطيل، ونحن في وقفات عجول، لنوثق فقط: ان هناك في السويد، وفي الدانمارك، مثلا، نظامين ملكيين، سائدين منذ زمان مديد.. كما ان في أوغـندا، ورواندا، وكمثال ايضا، نظامين جمهوريين منذ عقود وعقود.. نوثق لذلك، ولندع المقارنات بين تلك الانظمة، والاستنتاجات بشأنها لمن يريد ان يستزيد، اعماما للفائدة، وتحفيز لبعض مدارك الوعي..
وللحديث صلة، بل وجدالات تعلو وتطول وتعرض
———————————————
* مداخلة موجزة، مع اضافات سريعة، قدمها الكاتب في امسية نظمها في براغ، المنتدى العراقي في تشيكيا، بتاريخ الاربعاء 2024.7.18 .