منبر العراق الحر :
من جديد، ومع تطورات الاحداث في حلب السورية ، يكتم الشرق الأوسط أنفاسه في دهشة وخوف وترقب ورعب ، وأنه موعود بأيام ادهى وأكثر هولا وفظاعة وربما تكون احدى مخرجاتها وكما يقول الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، العراق قد يكون مقبلا على تطورات تفوق الضربات والحرب الشاملة.
ترابط عواصف النار والجحيم وبعضها البعض، بين اعلان الهدنة الهشة بين الكيان الاسرائيلي وحزب الله برعاية امريكية وفرنسية، قد تحولت على حين غرة الى اعصار مفاجيء وغير متوقع باجتياح تنظيم مسلح منسل من تنظيم القاعدة مدينة حلب والسيطرة على اجزاء واسعة منها، في تبادل لادوار حروب متعددة الخرائط في مناطق الصراع.
“هيئة تحرير الشام” الأسم الجديد لتنظيم القاعدة الدموي تحت قيادة “ابو محمد الجولاني” الذي يحكم اقليم أدلب في الشمال السوري شن هجوما واسعا الاربعاء الماضي على حلب وفي ظرف حساس جدا، وسيطرته على أغلب مناطق حلب، واذا ما دل على شيء فانه يكشف الفشل الاستخباري الروسي والسوري والايراني، وحتى العراقي (لوجود فصائل عراقية مسلحة هناك).
هذه المباغتة العسكرية المفاجئة لتنظيم مسلح مرتبط بأنقرة ومستثمر استخباريا من الولايات المتحدة واسرائيل، كانت امرا مدبرا من ناحية الاعداد والتوقيت وساعة التنفيذ في ليالي الشتاء الباردة التي تعيش فيها القطعات العسكرية ركودا وتقاعسا وخمولا في ظل غياب المعلومة الاستخبارية والفشل الانف الذكر..
“الجولاني” الاخواني المنسل اصلا من تنظيم القاعدة اذا امتدت قواته على مناطق سوريا الأخرى فان ذلك يعني ان تنظيم طالباني جديد ورسم خارطة جديدة في الشرق الأوسط وتطبيق الشريعة الاسلاموية المتطرفة على شعب يحب الحياة ورزح تحت وطأة الحروب والصراعات الدموية والحصار الاقتصادي..
بل الاخطر من ذلك خطورة استثمار تنظيم الجولاني من قبل امريكا والكيان الاسرائيلي وزحفه الى الاراضي العراقية تحت غطاء جوي ومعلومات لوجستية من الاقمار الصناعية..
ما جرى في حلب، وما سيجري لاحقا يفتح الباب واسعا امام احتمالية تدحرج كرة اللهب الى مناطق اخرى في تعدد خرائط الحروب الذي لم تشهده المنطقة سابقا، وأعتقد اول خطوات الحل ان يفتح النظام السوري ذراعه الحكومي وقنواته الدبلوماسية المرنة للمعارضة السورية الوطنية (غير الارهابية) والتصالح مع شعبه المظلوم وان يكون هوية سورية جامعة.