منبر العراق الحر :
نظام بشار الأسد هش وآيل للسقوط منذ عام 2011، إذ سقطت 80% من المدن والأراضي السورية بيد المعارضة والجيش الحر الذي انشق عن الجيش السوري، لكن الإسناد الإيراني وحزب الله اللبناني وميليشيات عراقية، استطاعت أن تجعله يصمد طيلة هذه السنوات، إضافة لعقد اتفاقية حماية للنظام مع روسيا مقابل إنشاء قواعد عسكرية روسية على البحر المتوسط، فشل الأسد بمصالحة شعب سوريا والاعتذار له، بل استخدم أسلوب القمع الوحشي والبراميل المتفجرة في محاولة تركيع الشعب، وبقي النظام رهين الإسناد وأوكسجين المساعدات الخارجية، الآن بعد انسحاب حزب الله وتراجع الدعم الإيراني، استطاعت القوى المعارضة بتشكيلاتها المتطرفة والوطنية والإرهابية أن تستعيد تحريك عجلتها في إسقاط النظام والمتوقفة منذ سنوات، قوى المعارضة للنظام وبحواضن تركية وأمريكية، تعود اليوم أقوى مما سبق، وتساوقا مع الهزال الذي أصاب الجيش السوري والمتغيرات الدولية المحيطة بسوريا، فإن جغرافية الصراع والمعارك داخل سوريا ستبقى تجذب المتطرفين وأصناف القتلة لخوض المعارك، وتحت مختلف الشعارات الطائفية والمذهبية، ربما تكون فرصة لنظام الأسد وبقية الأنظمة المحيطة به للتخلص من التنظيمات المتطرفة من خلال زجها بالمحرقة السورية، في حال غياب الحل السياسي الذي يعيد سوريا لمناخ السلام الاجتماعي بوجود دولة اتحادية تحتوي على عدد من الأقاليم التي تدير شؤونها ذاتيا، دون سلطة نظام البعث والحاكم الطاغية الذي سلّم سوريا لعدد من احتلالات أضاعت الهوية الوطنية للسوريين المتعايشين منذ ألف عام بأواصر الوطن الواحد، وجعلهم متفرقين تحت هويات وعناوين مذهبية وعرقية وطائفية ومناطقية.