#فضاءٌ_لا_يعرفُ_اسمي…#دعبيرخالديحيي

منبر العراق الحر :
ماذا لو راودني البحرُ عن نصّي؟
أجلسُ عند حدّه،
أفاوضُ موجةً على سرّ أثقلَ من الكلام، وأفكّر:
هل يحتاج النصُّ إلى قارئ،
أم إلى فضاءٍ لا يعرف اسمي؟
ثمّةَ رجفة تعرفُها روحي حيالَ الكلماتِ المراوغة؛
فكلُّ كلمةٍ كتبتُها كانت تبحثُ عن معبرٍ..
أوسعَ من العين،
أعمقَ من الليل،
وأقلَّ قسوةً من البشر.
وحين اكتشفتُ أن اللغة لا تنمو إلّا بفقد صغير،
قرّرتُ أن أُعلّم نصوصي الرحيلَ
لتنجوَ مني؛ فأنا أجبنُ من أن أهربَ
بها.
لذلك خبّأتُ نصوصي في زجاجة،
وشيّعتُها إلى اليمّ
كما تُشيّع أمٌ ابنًا يصرّ على السفر:
بخوفٍ مستتر،
وأملٍ هشٍّ يتظاهرُ بالصلابة.
والآن…
أراقبُ البحرَ وهو يبتلعُها،
وأقولُ لنفسي:
ربّما تصل يومًا إلى يدٍ لا أعرفها،
وتُقرأ بطريقةٍ لم أكن شجاعةً بما يكفي لأكتبَها.
ربّما..
كان البحرُ هو القارئُ الوحيد
الذي لم يخذلْ نصًّا قطّ.
#دعبيرخالديحيي

اترك رد