منبر العراق الحر :
صــوتُ الحياةِ ولحنُها المَبحوحُ
والــنــايُ والــسّكينُ والــمَذبوحُ
صَبْراً فهل في الأفقِ منها مَخرجٌ
مــازالَ يَغلي الجُرحُ والمَجروحُ
مــازالَ ذاكَ الشمرُ يَمشي خلفَنا
والــخنجرُ الــمسمومُ والتجريحُ
يــستمكنُ الآهــاتِ في اوجاعِنا
حــتّى إذا ســالَ الدمُ المَسفوحُ
اســتوقدَ الــنيرانَ غــيظاً لاهباً
غــالىٰ بــهِ الــتَبضيعُ والتَشريحُ
إنَّ الــدنيَّ فــي الدُنا أضحوكةٌ
مَــهما تَــمادى غَــيُّها الــمَفضوحُ
يــوماً سَــنأتي والورا مِن حولِنا
عــنــوانُنا الــيــمناءُ والــتَصريحُ
والــقائدُ الــغرُّ الــذي لا يَــنْثَني
نــيــشانهُ الــتَــذكيرُ والــتَسبيحُ
قد شاغل الدُنـيا بــبــاءٍ أســمها
فــي كــلًِ حــرفٍ آيــةٌ وشروحُ
أنّــا بَنو الأرضِ التي ما شَيدَت
بــنــيــانَها لَــولانــا والــمَــذبوحُ
والكفُّ في الصوبين والشامُ التي
مــرَّت بِــها الــحوراءُ والمَمدوحُ
زيـــنٌ ولــلعبادِ مَــن ذا زَيْــنهُم
أبــنُ الــرُحى والراحُ والترويحُ
سائلِ بني الأمصار عَـن انسابِنا
تُــنبيكَ مــصرٌ خانُها والسوحُ
اســـوانُ والــفيومُ والــغربيةُ
خــانُ الخليلي خالُها المملوحُ
ما بَينهم تَلقى الحُسينَ وزينباً
فــي كــلِّ عــينٍ شــارةٌ تلميحُ
فــي آخــر الــدُنيا لَــنا أطروحةٌ
ريـــمُ الــفَــلا تــبيانُها والــدوحُ
وبتونسَ الخضراءِ في ارجائِها
دمـــعُ الــيَماماتِ لَــنا والــنوحُ
والــتينَ والزيتونُ في اغصانِنا
لا ذلـــكَ الــشوكُ ولا الــتَقريحُ
والمشربُ المعسولِ في اكوابِنا
ليسَ من الـغسلين لا الـتقييحُ
إن كُــنْت تَدري فالرٍضا أوصافُنا
والــكاظمينَ الــغيظَ والمَنضوحُ
أو كُــنتَ لا تَــدري فــإنّا أهــلُها
حرفُ الهُدى من هَدْينا مَشروحُ
لا ذلــكَ الــضاري الــذي أنــيابهُ
لــلآنِ يَــشكو غــدرها التَجريحُ