منبر العراق الحر :*
خلال أبحاثنا السابقة في سلسلة خصائص المفردة القرآنية و خصوصيتها طرحنا -بتوفيق الله ﷻ – 12 بحثاً حول مختلف الجوانب المرتبطة بهذا الموضوع.
وفي هذا البحث نتحدث عن كيفية تناول بعض خطبائنا لذكر رسول الله ص في الآيات القرآنية.
وقد وجد أن الآيات التي ذكر فيها عليه وآله الصلاة والسلام توزعت على مائة وأربع سور فيما خلت ثماني سور من كتاب الله ﷻمن أي ذكر له تمامًا وهذه السور هي: نوح و المرسلات والشمس و العاديات والتكاثر والعصر و قريش واللهب،كما قال المفسرون.
وقد حاول بعض الخطباء أن ينسب منقبة قرآنية للنبي الأكرم ص فقال:
إن الله ﷻلم يتطرق لنبينا باسمه المجرد [محمد] كما تحدث عن باقي الأنبياء باسمائهم، وهذه الخصوصية لم تثبّت لغير نبينا من بين الأنبياء، فكل نبي ذكره الله ﷻباسمه وناداه.
قال ﷻ:
#(وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة)[البقرة35]
#( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم ) [المائدة110]
#( قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات)[نوح 48]
#(وماتلك بيمينك يا موسى )[طه/17]
#(ياموسى أنه أناالله)[النمل 9]
#(ياموسى لاتخف إني لا يخاف لديَّ المرسلون)[النمل 10]
#( وناديناه أن يا إبراهيم)[الصافات 10].
#(ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا)[الصافات/105]
#(يايحيى خذ الكتاب بقوة)[مريم 12]
#(يازكريا انانبشّرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا )[مريم 7]
#(وأيوب إذ نادى ربّه)[الانبياء 83]
#(واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)[ص 41]
#(وآتينا داود زبورا)[النساء 163]
#(وكذلك مكنّا ليوسف في الارض)[يوسف21]
#(ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات)[غافر 34]
ولاحظنا مؤخرا أحد الخطباء يقول لمن في المجلس إن الله ﷻ لما تحدث عن نبينا ذكره باحترام وأقرنه بصفة النبوة أو الرسالة ولم يذكره باسمه كغيره .
قال عز و جل:
#(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك وبنات المؤمنين…)[الأحزاب 59]
#(يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين..)[التوبة 73 وكذلك التحريم9].
وصيغة { يا أيها النبي } ورد النداء بها في ثلاثة عشر موضعًا من القرآن؛ ويقول ﷻ مخاطبًا نبيه بصفته رسولاً في موضعين من سورة المائدة؛
# (ياأيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وأن لم تفعل فما بلّغت رسالته و الله يعصمك من الناس)[المائدة 67]
#(يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر..)[المائدة 41]
لكن بعض الخطباء يعتبرها منقبة وكرامة و منزلة للنبي محمد ص عند الله ﷻأنه لم يذكره باسمه مباشرة كغيره..
بَيد أن القرآن خاطب النبي ص أحيانا بدون صفة النبوةوالرسالة أصلا.
قال ﷻ:
#(ألم نشرح لك صدرك )
#(عفا الله عنك لِمَ أذنت لهم)
#(انّا أعطيناك الكوثر )
#(إنك ميّت وإنهم ميتون)
وهكذا نجد أن الله ﷻ تحدث عن النبي ص باسمه المجرد في عدة آيات من القرآن فقال عز من قائل:
#(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)[الفتح 29]
#(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم )[آل عمران 144
#(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)[الأحزاب 40]
(والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزّل على محمد)[محمد 2]
وتارة يذكره باسمه الاخر #(ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه احمد)[الصف 6]
وسبحان الله! لو كان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو من كتب القرآن او قسماً من سوره لكتب اسمه وكرره أكثر فأكثر مثلما نجد في سورة (الرحمن) تكرّرت الآية ذاتها 31 مرة، وهذا أحد الأدلة على أن نبينا محمداً لم يكتب حرفاً واحداً من القرآن، بل كل آية نزلت من عند الله،بلّغها مثلما نزل بها الوحي عليه حتى لو كان فيها عتاب أو تهديد له ،فبلّغها كما هي.أنظر لقولهﷻ:
#(تنزيل من رب العالمين. ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل .لأخذنا منه باليمين.ثم لقطعنا منه الوتين)[الحاقة43/46]
#(يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك)[التحريم 1].
وهذا لا يمس منزلة النبي الأعظم الذي بلغ شأنه ما لم يصل إليه أي إنسان آخر حتى باقي الأنبياء والمرسلين.
وسنتناول لاحقاً بعض القصص التي يوردها بعض الخطباء وينسبها للنبي ص عن القرآن، بلا دليل.
#يتبع☆
الأميـــن العـام
للمجـمع القرآني الدولي
للمجـمع القرآني الدولي