منبر العراق الحر :
قبل أيام نشر أحد الأكاديميين العراقيين “الدكتور علي العنزي” مشكورا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي” فيس بوك”نسخة مصورة فريدة ونادرة بعنوان ( منهج علماء الدين في التعليم ) ظل يحتفظ بها في خزانة كتبه وضمن أرشيفه الخاص، كان قد أملاها الشيخ عبد الكريم المدرس،المعروف بـ عبد الكريم بيارة ( 1905- 2005) ليكتبها بخط يده، نجله صلاح الدين ،ليلة الجمعة 29/ شوال / 1420هـ ، الموافق 4/ 2/ 2002 م .
ينصح مفتي العراق السابق، العلامة الشيخ عبد الكريم بن محمد بن فاتح بن سليمان المدرس، وهو فقيه، ومحدث، ومفسر، وأصولي، ومتكلم، ولغوي عراقي أشهر من نار على عَلَم في رسالته العلمية المهمة تلك والموجهة الى طلبة العلم الشرعي تحديدا ،أصول المنهج العام المفيد والنافع لهم ولاسيما في بداية مسيرتهم العلمية والتي تبدأ بضبط أصول وأحكام وقواعد التجويد و التلاوة لكتاب الله تعالى ، ومن ثم تثني بـرسالة الـ ” مقاصد” للإمام النووي، وتدور حول التقوى والورع والاستقامة واتباع السنة والصبر والتوكل والقناعة والتفويض وتحقيق الرجوع إلى الله تعالى .
يسترسل العلامة المدرس بعدها في رسالته التي كتبها شعرا بـ 11 بيتا ، كل بيت منها ينتهي بقافية متوافقة مع قافية شطرها الأول ومختلفة عن قافية شطري البيت الذي يليها،بتقديم النصائح الى طلبة العلم الشرعي تباعا وفي صدارتها قراءة الرسائل العلمية النافعة والرصينة،يعقبها تعلم علوم النحو والصرف والبلاغة والمنطق، وبما يعرف بـ “علوم الوسائل = علوم الآلة” ومن ثم دراسة علوم وتفسير القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف ، والفقه ، وبما يعرف بـ علوم الغاية .
ومن الجدير ذكره أن للعلامة عبد الكريم المدرس مؤلفات غزيرة باللغتين العربية والكردية لعل من أبرزها كتاب” مواهب الرحمن في تفسير القرآن، ونور الإسلام.
، ونور الإيمان، إرشاد الأنام إلى أركان الإسلام ،إرشاد الناسك إلى المناسك ، وإسناد الأعلام ، وإعلام بالغيب وإلهام بلا ريب،الأنوار القدسية في الأحوال الشخصية، والقصيدة الوردية في سيرة خير البرية، و الوردة العنبرية في سيرة خير البرية ، والوسيلة في شرح الفضيلة ، وجواهر الفتاوى، وجواهر الكلام في عقائد أهل الإسلام” وغيرها الكثير .
رحم الله تعالى شيخنا الفاضل العلامة الهمام عبد الكريم المدرس ، وأسكنه فسيح جناته، وجزى الله تعالى كل خير الاستاذ العنزي الذي أتحفنا بهذه الدرة العلمية النفيسة لتكون معينا لطلبة العلم الشرعي لا ينضب، ومنارة مضيئة يستنيرون بها لما فيها خير البلاد والعباد .