منبر العراق الحر :
كلُّ القصائدِ مِنْ ثراها تنبعُ
والشّعرُ لو في غيرِها لا يلمعُ
ولأنّها التأويلُ تأتيني الرّؤى
كالشمسِ / واضحة المعالمِ / تسطعُ
وأنا على عقلي فُتِنتُ بها وهلْ
مِنْ دونِها يحلو الجنونُ ويمتِعُ ؟!
أتحسّسُ المعنى بخوفِ حبيبةٍ
مِنْ أنْ يُهيّجها الحنينُ فتدمعُ
قلبي عليها قلبُ والدةٍ على
أبنائها مِنْ لوعةٍ يتقطّعُ
أدري كبرتُ وإنّما في حضنِها
مثلَ ابنةِ العامينِ لحظةَ ترضعُ
للشّعرِ سجْداتٌ و ( صنعا ) قِبلةٌ
فلها كما سجدَ القريضُ سيركعُ
ولها بأنّي كلّما ناجيتُها
شعراً بمحرابِ الجلالةِ أخشعُ
وبغيرِ أنْ ترضى على ما قلتُهُ
فيها وحقِّ جلالِها لا أطمعُ
هيَ أعظمُ الشعراءِ قاطبةً ولا
أحدٌ كما قد أبدعتْهُ سيبدِعُ
وأنا على ثقةٍ أقولُ بأنّها
مِنْ كلِّ ما قد قيلَ فيها أروعُ
وأجلُّ ممّا سوف يكتبُ شاعرٌ
وأعزُّ مِنْ سحرِ البديعِ وأرفعُ
ألماسةُ الدّنيا بها تاجِ المدى
/ مُذْ قالَ ربُّ الكونِ كُنْ/ يترصّعُ
طلعُ الجنانِ الفخمُ ما مِنْ بلدةٍ
مِنْ بعدها في القلبِ قد تتربّعُ
فالشعر حارسُها الأمينُ بحبّها
حدَّ الهيامِ معلّقٌ ومولّعُ
وأنا بِهِ زلفى على أبوابِها
والحبُّ يعرفُ أهلَها أتشفّعُ
واللوز يا للوز لوحةُ بارئٍ
عنْ وصفِها عجزَ الفصيحُ المبدعُ
كالأولياءِ أَراهُ يرفعُ سعْفَهُ
نحو السماءِ لربِّهِ يتضرّعُ
ودموعُهُ الخضراء تهطلُ خشيةً
فمنَ الدعاءِ الصخرُ قد يتصدّعُ
ويزيّنُ السحرَ الحلالَ بهاءُ ما
لبنائها الفتّانِ قد يتنوّعُ
حيثُ المنازلُ لا تقِّلُّ أناقةً
عنْ ناطحاتٍ للسما تتطلّعُ
هذا قليلٌ مِنْ كثيرِ جمالِها
فيما الذي يخفى أشفُّ و أنصعُ
وهيَ التي لو حدّثتْ عنْ نفسِها
وقفَ الزمانُ كما وقفنا يسمعُ
#وداد_العاقل