غابريل ماركيز والفيزا الأميركية…. نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :

دخل ماركيز هو وزوجته مدينة نيويورك في خمسينيات القرن الماضي كمراسل لواحدة من وكالات الأخبار الكوبية ، ولاحقا تمت مراقبة ماركيز وصنف كعنصر خطر ، ذلك لانه كان ينتقد السياسة الأمريكية دائما . وفي ذروة شهرته في سبعينيات القرن الماضي منع ماركيز من دخول أمريكا ولم تمنح له الفيزا .. لكن الرئيس كارتر عاد ومنحها له عندما صرح بأنه اشد المعجبين بروايته مائة عام من العزلة وانه قراها اكثر من مرة.
كانت أمريكا تشعر بالحذر من ماركيز ورواياته بالرغم من أن مضامينها تقع في رؤيا الفنتازيا السحرية وواقعيتها الملونة بغرابة السرد والمواقف والأحداث . فنتازيا تصل بالواقع الى اعمق الحلات الإنسانية كما في روايته الحب في زمن الكوليرا . لكنه في خريف البطريك رسم دكتاتورا ومن يحيط به وهو مهزوم ومعقد وبائس ويمنح الرتب لمن لا يستحقها.
في ذروة هذا الرفض لدخول أمريكا . كان الصحفيون يسألون ماركيز : فيرد هم يعرفون السبب . لكني كتبت عن بطريك جمهورية الدومنيكان فلماذا يخافون هم؟
في اعتقادي ان ماركيز كان يعرف السبب وانهم ينظرون الى ماركيز على انه ظاهرة جديدة وعلى الرأسمالية كبح جماحها .واعتقد ان السبب لم يكن مبررا بقوة ،ولكن أمريكا في بعض طبائعها انها تتصرف بغرابة ، فيما تتباهى ان تمثال الحرية على أراضيها .
اذكر هذا وانا أتابع الارتباك في الانتخابات الأمريكية واعتقد جازما ان أمريكا من بين اشهر الديمقراطيات في العالم من لا تعول على الثقافة والآداب وتأثيرها في سير الانتخابات . وربما نحن في العراق نحذو حذو أمريكا ، وان النخبة السياسية ال ( …. ) هي من اعتبرت وزارة الثقافة وزارة تافهة . وحتى اليوم هي لا تؤثر في المشهد السياسي وكل حججها انها تنشغل بترميم مشاريعها المسروقة وبناها التحية المهدمة ومطابعها التي تشتغل بربع طاقتها . وهي لا تستطيع ان تجاهر بوجه الشاخص السياسي وتعلن استنكارها إزاء بعض القوانين التي تعطل من الأحلام والمشاريع الثقافية .
والمفترض ان يكون لنا اليوم دار للأوبرا وقاعات سينما ومسارح متقدمة التقنية والبناء .
اعود الى ماركيز وأمريكا وأتخيل لو ان غابريل ماركيز على قد الحياة ومن بين مشاريع دونالد ترامب انه يدع ماركيز ويمنحه الفيزا .. وربما سيدخل ماركيز مبتسم ومنتصر للثقافة لكنه سوف لن يشكر ترامب ولن يدعو الى تجديد انتخابه .
فهو كولمبي وهذا الأمر ربما الأمر لا يهمه ..كما هو عندنا نحن المثقفون العراقيون ، فالأمر لا يهمنا بقدر ما نهتم به اليوم .
الراتب والمطبعة الحكومية التي نتمنى ان تطبع كتبنا بالمجان.
قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏‏‏‏٦‏ أشخاص‏، و‏‏بوستر‏، و‏صحيفة‏‏‏ و‏نص‏‏

اترك رد