منبر العراق الحر :ملاحظات مكمّلة لمقال الأخ ألأستاذ نـــــــزار حيدر لـ [العالَم الجديد] حول إِنتخابِ رئيسِ مجلس النوَّاب ألرّبع عراقي المشهداني :
١/ عندما تتأَخَّر القُوى السياسيَّة في [إِنتخابِ] رئيسٍ جديدٍ لمجلسِ النوَّابِ مدَّةَ عامٍ كاملٍ فهذا يعني أَنَّ أَثماناً كثيرةً وكبيرةً دفعتها أَطرافٌ واستلمَتها أُخرى، وأَنَّ هُناكَ ابتزازٌ ومُقايضاتٌ وصفقاتٌ تمَّت في الغُرَفِ المُظلمةِ لحينِ رأى العراقيُّونَ الدخَّان الأَبيض يتصاعَد من قبَّةِ البرلمان!
٢/ وعندما تتمُّ عمليَّة إِعادة التَّدويرِ بأَقذرِ أَشكالِها وأَسوَأِ صُوَرِها فهذا يعني أَنَّ العمليَّة السياسيَّة وصلَت إِلى طريقٍ مسدُودٍ لم يكُن بإِمكانِها الإِنتاج والتَّجديدِ، وهذا بحدِّ ذاتهِ مُؤَشِّرٌ على أَنَّها باتَ بالفعلِ تقِفُ على حافَّةِ الهاويةِ، فالمعروفُ أَنَّ مَظهر قوَّة أَيَّةِ عمليَّةٍ سياسيَّةٍ في النُّظُمِ الديمقراطيَّة هو قُدرتها وقابليَّتها على إِنتاجِ القياداتِ والزَّعاماتِ بما ينسجِم وتطوُّر الظُّروف والمَراحل والحاجة، فعندما تعجَز عن ذلكَ فهوَ مُؤَشِّرٌ على شيخوختها ومرُورها بمرحلةِ العجزِ والفشَل ورُبما الزَّوالِ.
٣/ وإِنَّ إِعادة التَّدوير بهذهِ الطَّريقةِ دليلٌ على عَودةِ الرَّئيس الذي أَقالتهُ المحكمة الإِتِّحاديَّة بسببِ ارتكابهِ جرائِمَ مُخلَّةً بالشَّرفِ! مرَّةً أُخرى إِلى العمليَّةِ السياسيَّةِ وهو يتمتَّع بقوَّةِ تأثيرٍ أَكبر من السَّابق.
هذهِ العَودةُ سبقتها تصفيةً مُذلَّةً لمُنافسهِ والتي مهَّدت الطَّريق لمُرشَّحهِ التَّوافقي ليظفَر بالرِّئاسةِ والذي ظلَّ مُعلَّقاً مُدَّة [٤] أَشهر منذُ أَن توافقَت عليهِ أَغلبيَّة المُكوِّن السنُّي، فلولا التَّصفِية لما مرَّ بسُرعَةٍ.
٤/ إِذا جمَعنا تصفية الخَنجر معَ عَودة الحَلبوسي فستتَّضح لنا اليد الخفيَّة المُمتدَّة إِلى قُبَّةِ البرلمان من خارجِ الحدُود والتي توافقَت بعد أَن باعَت واشترت قبلَ أَن تُصفِّي أَحد المُتنافِسَينِ الذَينِ كانا إِلى وقتٍ قريبٍ مُتحالِفَينِ عنيدَينِ ليتحوَّلا الآن إِلى عدُوَّينِ لَدودَينِ!
٥/ وإِنَّ تدوير النِّفايات بهذهِ الطَّريقة أَكَّد مرَّةً أُخرى على أَنَّ العمليَّةَ الإِنتخابيَّةَ بمجملِها لم تعُد أَكثر مِن ضحكٍ على الذُّقون، فلقد رأَينا كيفَ تمَّ تخريب جلستَينِ سابِقتَينِ لمُجرَّد أَن الفائز المُحتمل لم يكن على مقاساتِ اللَّاعبينَ الكِبار خلفَ الحدُود ووكلائهِم في بغداد، حتَّى إِذا اطمأَنُّوا للنَّتائج نصبُوا صندُوق الإِقتراع ليحترمُوا نتائجهِ بِلا مشاكِل!
٦/ المشهداني هو رئيس أَوَّل برلمان دستُوري في العراق بعدَ التَّغيير عام ٢٠٠٣، فهل سيكونُ رئيساً لآخِر برلمان في [العِراق الأَميركي]؟
أما النقطة الهامة الأخرى المفقودة في هذا المقال الواقعي المعبّر عن حقيقة ما يجري .. فهي :
كثرة الأضرار الذي لحق بآلشعب و الأمة و تشعب الفساد و سرقة الأموال و تأخر العراق نتيجة تعطّل مجلس النواب لسنة كاملة, و عدم إصدار القرارات المطلوبة و العادلة لصالح الشعب فوق المسارات الخاطئة التي تمّت من خلالها تشكيل هذه الدورة و التي لا تمثل سوى 10% من أصوات الشعب, و بآلتالي تصويب قرارات بديلة خاطئة و مغرضة تصب لصالح الحكومة المتحاصصة و أعضاء البرلمان نفسه بعيداً عن مصالح و منفعة الشعب و مستقبل العراق المنهوب داخلياً و خارجياً, و هذا هو بيت القصيد في تخلفنا و خراب العراق كنتيجة لتسلط الأحزاب و الشخصيات التي لا توزن و لا تقيس الأمور بـ (القوانين) على أساس النقل و العقل, بل بمدى إرتباط (القانون) المراد تصويبه و إعماله بمصالحه الحزبية و الخاصة بعيداً عن مصلحة الشعب خصوصا الفقراء منهم .. لهذا العراق سيتحول من سيئ إلى أسوء في كل المجالات مع إستمرار هذه الطبقة و تلك القوانين و كما يظهر ذلك جليا من خلال (الكَيرف) المنحي التنازلي للأسف.
العارف الحكيم المعاصر :