منبر العراق الحر :
تدنّي خطير لمستوى الشعور الوطني والإنساني
هناك من هو مدمن على الكبتاغون المذهبي والديني تعتريه الهلوسات والهواجس والفشعريرة الطائفية مع ارتفاع حرارة الصراع المذهبي ترجمة للعقد التاريخية وبعثا للمظلوميات التاريخية التي تلبس لبوس الضحية والمغلوب على أمرها…
هناك من كان يحقن الطوائف الكورتيزون السياسي…
هناك من كان يغذي دعوات للعودة إلى كهوف التاريخ الديني كمرض نفسي وشذوذ عقلي وحماقة سياسية وخروج من منطق التاريخ الذي لا يلتفت إلى الخلف بمشيئة التطور العلمي…
ليس غريبا ومستغربا ما يحدث فهذا تعبير عن فلتان الملق والمستقنع المحبوس لعقود كثيرة مع زوال الكلس الأمني القمعي الإجرامي وخروج البلاد من الثلاجة الأمنية وذوبان جبل الجليد المتمثل بسلطة متسلطة فاسدة مزمنة…
هذا مخاض تاريخي انتقالي
وأيّ مجتمع حكمه نظام شمولي واحدي مستبد بلا أخلاق وطنية انسانية خرج معافى بعد سقوطه والشواهد والتجارب كثيرة ولهذا كنا نعارض النظام السابق لأننا كنا نخشى هذه النتيجة بكل تجلياتها الحالية…
نحن في عنق الزجاجة إما أن نعبر عنقها أو نكسر الزجاجة ولا خيار ثالث غير ذلك…
إما أن نعبر إلى دولة جامعة مدنية تتسع للجميع حقوقا وطنية وإنسانية عادلة وذلك بالوعي الوطني وهذا مسار تاريخي طويل وليس وجبة جاهزة تطلب من مطعم الوجبات السريعة أو نغرق في بحر من الدماء والدمار ولن تجدون سوى كانتونات طائفية يسيطر عليها أولياء الدم وقطاع الطرق والقوّاد السياسيون وهي التعبير الجلي للتقسيم والحماية الدولية ومن يعلّق ثيابه على مشجب الآخرين سيجد نفسه عاريا يوما ما كما حدث للنظام السابق الذي منذ قيامه وإلى سقوطه كانت دولته العميقة بمثابة حماية الدول الخارجية له ولو تبدلت تلك الدول وكما بعض المكونات التي تنعم بحماية دولية من النظام تبقى خائفة من أن تتبدل التحالفات ويتركونها في العراء…
لنتعظ جميعا سلطة حاكمة ومكونات وطنية تحت مسميات طائفية…
نحن في زمن الهزات الارتدادية لزلزال سقوط النظام البائد ومازال في الطرفين من يتربص بأمننا ووحدتنا وعبورنا إلى بر الأمان ومخطئ من يظن أن ساحة السلطة الحاكمة الآن موحّدة وبنفس الموقف والرأي والاتجاه فهناك داعش صنيعة الاستخبارات المحلية والدولية والإقليمية جاهزة لقلب الطاولة وهناك أيضا فلول أجنبية تعمل لصالح استخبارات خارجية وسيفرز الصراع على السلطة أطرافا سينقلب بعضها على أي اتجاه منفتح لبناء دولة كما هناك فلول النظام السابق والمتضررين والطائفيين من الطوائف ستعمل جاهدة لخلط الأوراق بلعبة الدم…
ولنعلم جيدا هناك سلوك طائفي مستفز أكثر ظلامية وتخلفا كما كان هناك سلوك إجرامي أكثر ظلما وبشاعة وتدميرا بياقات عصرية وشعارات علمانية وتقدمية علينا أن نتبين ونميز ونسترشد إلى سلوك وطني انساني تقدمي جامع…
اقتتالنا من أجل الدين مهما طال لن يزيد من أتباع أي طائفة بالعكس سينقص بلعبة الموت والقتل فلتكن غيرتنا على ديننا ببعث آيات الجمال والحق والخير والعدل والرحمة ليبدو وجه الله مكللا بالنور والمحبة… لا معنى لدين على الأرض بدون ممارسة المحبة…
==
