منبر العراق الحر :
عند الفجر، كتبتُ له على صفحتي في الفيس بوك:
” أنا وفيروز وقهوتي وعصفور حائر خلف النافذة، كلنا بانتظارِ صباحكَ “!.
حاولتُ بعدها العودة للنومِ كي لا أشعرً كم هو ثقيل الوقت فوق مقاعد الانتظار!.
كم هي وقحة الساعات وهي تنصت لأمواج قلبي الهائجة!.
عشرات التعليقات وجدتها تحت المنشور، لكني كنتُ أفتشُ عنه، عن عاصفةِ كلماته التي ستجرفُ كل شيءٍ..
يكتبُ بشغفٍ كبيرٍ وكأنهُ من خلفِ السطورِ يمارسُ معي لعبة الشوقِ اللعينة!.
أو لعلهُ من ثنايا الوجدِ .. يدعو الرجاءَ لينبثقَ ثانية!.
وجدتُ ما كنتُ أبحثُ عنهُ، وكأنه تعمدَ أن يكون تعليقهٌ هو الأخير!.
أنفاسي المتسارعة تخبرني أن ثمة فرح ينتظرني، بدأتُ أقرأ ما كتب:
سأدعُ جانباً كلَ حرف ..
وأمسكُ بالعصفور الحائر خلف النافذة ..
عصفور حائر، وأين ؟
خلف نافذة ..
هو لا على غصنٌ أو ستارة أو سطح منزل أو سلك
كهربائي !
هو خلف نافذة ..
فهنا ثمةَ حكاية إذاً .. ثمةَ قلق وشوق وترقب وانتظار ..
لا أدري ..
كيف لرواية كاملة تُختصر بعبارة واحدة ..
وعصفور حائر خلف النافذة ..
لو قلتِ وعصفور يغرد ..
لكان مات المشهد بالكامل .. وفقد نصكِ ومضته ..
يا للكلمة وأهميتها وجمالها حين تعرف أين يقطن موقعها!
وأين يكمن مقعدها في قطار الحرف ….
وأين تكون من خارطة الإبداع ..
ومتى ترتجفُ برداً .. ومتى تُشعل موقداً .. وتوقد شمعة ..
ومتى تنطفئ مثل ضوء باهت ..
ومتى تضيء كالنجوم اللوامع الغوامض ..
ومتى تكون عارية ..
ومتى تكون بثيابها الشتوية.
متى تشرق ومتى تغيب ومتى تعوم…
وعصفور حائر خلف النافذة ..
……
قرأتُ تعليقه لعدة مرات كي أرتوي من ذلك النبع العذب الذي يسقي منه كلماته ..
هدأ ضجيج الروح بينما ثمل قلبي ليحلق بخفة الفراشات وأجنحة الطيور ..
دونتُ له تعليقًا أسفل ما كتب:
حاولتُ إلّا أكتبُ حرفًا .. لكن لا شيء يثير الورد كلمسة حانية ..
لا شيء يعود بعصفور حائر إلى عشه سوى حدائق عشب أخضر
