هل ترمب عميلا للإستخبارات الروسية ،،…الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة

منبر العراق الحر :في ثمانينات القرن الماضي، أعدت المخابرات الروسية مخططًا لإستقطاب رجال الأعمال الغربيين من أجل التأثير على هذه الدول في المستقبل وكان من ضمنهم دونالد ترامب. وقد تم تجنيد ترمب من قبل المخابرات السوفيتية في عام 1987 أثناء رحلة إلى موسكو، وكان عمره 40 عامًا آنذاك، وأطلق عليه الاسم الحركي “كراسنوف”. إن زيارة ترامب، الى روسيا في عام 1987، تم فيها توظيفه كـ عميل سُمي العميل “كراسنوف”وقال الخبير في تاريخ المخابرات الروسية، دانيار دميشيف، الذي يحمل الأصول الكازاخستانية أيضًا، إن موسييف لم يكن يعمل في المكتب المسؤول عن توظيف العملاء الأجانب وقت زيارة ترامب لروسيا، بل كان يعمل في وزارة الدفاع آنذاك.
يعد يوري شفيتس ، العميل السابق في الإستخبارات السوفيتية (KGB) المصدر الرئيسي، والذي عمل في الثمانينيات كمراسل لوكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس” في واشنطن. ووفقًا لشفيتس، فقد تم إستغلال ترامب منذ عام 1987.

وفي حديثه لـيورونيوز، أوضح أنغر الفرق بين العميل والعميل المتعاون، مشيرًا إلى أن العميل يكون موظفًا لدى وكالة استخبارات ويتلقى أجرًا، بينما العميل المتعاون هو شخص موثوق به يقدم خدمات دون ارتباط رسمي مباشر.

وفي كتابه، ادعى شفيتس أن ترامب، عند إطلاق أول مشروع عقاري كبير له، فندق جراند حياة نيويورك عام 1980، اشترى 200 جهاز تلفزيون من متجر “جوي-لود” للإلكترونيات، الذي كان يملكه مهاجر سوفيتي. وزعم أن المتجر كان واجهة للمخابرات السوفيتية، وأن ترامب كان قد حُدد آنذاك كعميل محتمل لموسكو.

وعقب عودته إلى الولايات المتحدة، أثار ترامب الجدل بشرائه إعلانات بصفحات كاملة في ثلاث صحف أمريكية كبرى، ينتقد فيها السياسة الخارجية الأمريكية، بتكلفة إجمالية بلغت 94,801 دولار.

كما أبدى اهتمامه بتوسيع مشاريعه العقارية في روسيا، مشيرًا في كتابه “فن الصفقة”، الصادر في نفس العام، إلى إمكانية إنشاء برج ترامب في موسكو.

وفي حديثه لـيورونيوز، قال الصحفي كريغ أنغر: “لطالما كان ترامب يغذي الصحافة الأمريكية بأخبار شعبوية، لكن بعد عودته من روسيا، بدأ في تقديم نفسه كمحلل مخضرم في السياسة الخارجية.”

وتم التحقيق في علاقات ترامب مع روسيا في تقرير مولر لعام 2019، الذي صدر بتكليف من وزارة العدل الأمريكية وفحص التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لعام 2016.

وكان ترامب مرتبطا بفيليكس ساتر الذي يعمل في المخابرات والذي زود مكتب التحقيقات الفدرالي بـ6 أرقام لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، وهو ابن “المافيا الحمراء”، من المنفيين السوفيات في نيويورك، وبالتالي فترامب مرتبط “بالدولة العميقة” الروسية، بمزيج من السلطة السياسية وسيطرة المافيا والأجهزة الأمنية وسلطة المال.

وقال فيليكس ساتر، في رسالة إلكترونية اكتشفها تقرير مولر “يمكن أن يكون لدينا رجلنا في البيت الأبيض”، وكان ساتر هو من بادر بفكرة وضع ترامب على رأس الولايات المتحدة، مع أنه لا يوجد تخطيط في هذا الاتجاه، ولكن هناك قوى وأفراد لعبوا بأوراقهم الخاصة لصالح روسيا وقالوا لأنفسهم إنه يجب “وضع” ترامب.

وعند السؤال هل ترامب عميل للكرملين أم أنه مجرد “أحمق مفيد” لروسيا؟ رد الكاتب بأن وكالة الأمن القومي خلصت إلى أن ترامب هو ما يسمى “بالاتصال السري” لأجهزة الأمن الروسية، موضحا أن “جهة الاتصال السرية” لا تعني عميلا ولكنها تعني شخصا “ننميه” ونبني معه علاقة، وخلفية مشتركة لرؤية العالم، ومن ثم هناك جانب أحمق مفيد.

وذكر الموقع بأن القصة بين ترامب والإتحاد السوفياتي ثم روسيا بدأت برحلة إلى موسكو عام 1987، ولا أحد يعرف هل تم “تجنيده” هناك بالمعنى الدقيق للكلمة، لكن تلك الرحلة كانت بداية رفقة طويلة، ليتابع ريجيس جينتي بأن ترمب بالفعل تم إحضاره إلى موسكو في عملية يشير كل شيء إلى أنها عملية تجنيد، ولكن ترامب لا يعمل بتلك الطريقة، وبالتالي كان ذلك نقطة البداية للعلاقة معه.

وأشار إلى أن ترمب لديه إتصالات وأشخاص مرتبطون بروسيا يأتون لرؤيته يستثمرون المال في مشاريعه العقارية، ويمولونه عندما يفلس، مثل عائلة أغالاروف، التي سنجدها في تنظيم مسابقة ملكة جمال العالم التي يملك ترامب حق امتيازها، ولديهم مشاريع عقارية معه، وهم الذين أبلغوه بأن روسيا لديها معلومات قذرة، تبين أنها رسائل بريد إلكتروني مخترقة من حملة هيلاري كلينتون.

وعند سؤاله عن إمكان إحتفاظ ترمب بالعلاقات التجارية والعلاقات مع المافيا الروسية والدفاع عن مواقف مواتية للكرملين، دون أن يكون مرتبطا رسميا بالرئاسة الروسية أو أجهزتها الأمنية، رد الكاتب بأن هناك علاقة جوهرية وعميقة في روسيا، بين عالم الجريمة والعالم السفلي وعالم الأجهزة الأمنية بحيث كل ذلك يعمل معا٠

وذكر ايضا بأن ترمب كانت لديه روابط عديدة ومتشعبة مع هذه الدوائر، ومع ذلك لم تتضح سياسته في صالح موسكو، وذلك ما فسره بأن ترمب ينظر إليه على أنه “قوة مدمرة” أكثر من كونه الشخص الذي سيكون في السلطة لتنفيذ رغبات الكرملين. وقد طور المسؤولون الروس فكرة “نحن لسنا بالضرورة جذابين، ولكننا قادرون على تلطيخ سمعة أولئك الذين يتمتعون بالجاذبية”.

الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة

أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي

اترك رد