تقاسيم الصمت…فدوى زياني

منبر العراق الحر :

كان بوسعي أن أحتفظ “بك”
بكل أشيائي القديمة
أمد يدي لألتقطك؛ ألملم أشلاءك
يؤسفني أن أخبرك “هذه اليد بترت قبل عام”
لكي أرى العالم
صرت أمد بصري من الثقب الضيق
يسار صدري
وأشعل ما تبقى منك لأدفئ قلبي
في وقت مضى
كنت ألمحك
وقد عانقت غيمة حزينة
ارتدت فستانها الأبيض
فأهمس لي :
لست وحدي من ينتظر الشتاء
الشتاء الذي يخلف موعده
في كل مرة
ولا يأتي
ما الذي تريدني أن أقوله ؟
أنا التي كلما حزنت
أصبحت محشوة بالدموع
صوتي يرتطم بجدران الغرفة
يحاول جاهدا اختراقها ولا يفعل
الحزن تكشفه تقاسيم الصمت
هكذا علموني !
قبل أن أتجاوز الست سنوات من عمري
ومنذ ذلك الحين
وأنا أحزن جدا
أحزن في صمت
كلما لمحت طيف الشتاء
أعانقني دون أنبس بكلمة
وفي جوفي وضعت كل القصائد
الغريبة
الحزينة
الغاشمة
أطفئ لهيبها بفنجان مر
ماذا لو كان العالم كله “أنت ”
أكانت الكلمات ستنهش عمق الذاكرة
معلنة ميلاد قصائد جديدة !
فدوى زياني
المغرب

 

اترك رد