في أصقاعِ الروح.. .. هُدى الجلاّب

منبر العراق الحر:

في أصقاعِ الروح يَمر بعضي مُجلجلاً
و بعضي ينزحُ عنْ بعضي
يغرق الليل بلجّة معتمة
يُشرقُ الوحي مُتحديّاً ألف مِصباح
يحملني حيث عوالم تزخر بدهشة عارمة
لمْ تكن حياتي كمَا أردت
تعترضُ نفس يقتلها الضجر
اذهبْ أيّها الزمن حيث تشاء
ارتدي ثوب الصبار لو رغبت
اعتدتُ لسع و لطم و صدمات
هديتي تلك الوشوشات
بعضُ عطر مِن ندى ورود
كانت ملك يميني ذات وقت
و سوف تبقى إلى ما يشاء الله ملك أسراب
تتحدّى ضغط الألم
يكفيني همس لحظات تنسيني القلق
و ترعى سير النبض الكسول
لا ضير لو دار الوقت الأكتاف
حيث الدوران الآسر يدور
يحرم وهج ملامح و يُعطي بعض بريق
أهتفُ كالعادة وسط الفراغ اليابس
لأصبح طريّة الروح
لعلّ عبق الزهور يَسمع
و يركض الأريج يختلط بأنفاس دور
و بساتين
لأرى الأجزاء تتحد فوقَ سحب
مُتفرعنة مُتباهية أنّها البصيص
و سرّ تعربش غصون تفوح
أنّها رفيقة قناديل النور
وحدها وجودي بعد الوجود
لنْ يذهب عبق الفؤاد المكلوم
دونَ جدوى
لنْ يذهب سعي الشغف سُدى
على صدى الآهات المسطرة
سوف تطرب أمداء الكون
و تتراقص نسيمات
تسري راضية مُستسلمة
على المتن الرحيب الفضفاض
و تطير في كلّ صوب
وقتئذ لن أبالي بوخز عقارب العمر المغلوب
..
.. هُدى الجلاّب ..

اترك رد