منبر العراق الحر :
أضحت الانتخابات مناسبة لكشف غاطس العمق السياسي والأخلاقي لمالكي وأولياء العشائر السياسية والحزبية، وجموحها بالاستيطان في مراتع السلطة ومغانمها المليارية ونفوذها في كسر الآخر.
صراع محتدم في معارك وهمية وتظاهر بقوة فارغة من مستلزماتها من أجل الاستحواذ على السلطة، والاندماج مع الوهم أمر مستتب في السلوكية السياسية العراقية، لأن الجميع يعلم من هو صاحب النظام السياسي في العراق ومالك قراره الأخير، لكن الوهم كان نافعا، فهو يغطي سيول الانحطاط الأخلاقي الذي يتستر مرة بالطائفية، وأخرى بحقوق المكون، وثالثة بوطنية مهلهلة، والجميع يبارك الفوز والمحاصصة والوليمة!
قشرة الأخلاق التي تظهر بمناظرات السياسيين في أمريكا وأوروبا، رغم أنها زائفة، وترتبط بمصالحهم وأهدافهم، تبدو مقبولة مهما احتدمت، لأنها تحافظ على عدم خدش الذوق العام. لكن في العراق حكاية تكشف عن خلل بنيوي تربوي قبل أن يكون سياسياً.
اللغة وهي خلاصة وعي وجوهر المتحدث وأفكاره، تكشف اليوم عن بلوغ الصراع الانتخابي ذروته الأخلاقية، يكفي أن تستمع لأحاديث مالكي الأحزاب والتحالفات لتتعرف على مستوى القذف والشتائم والتوصيفات البالغة في شذوذها، وإذ تتخطى السكران منهم، ولا على السكران حرج، فإن الصحو والتضاد الطائفي، والصراعات الذاتية يتوقف معها أي معنى لعملية سياسية، أو اعتبارات أخلاقية ل”سياسيين” موعودين بقيادة البلاد تشريعيا وتنفيذيا، سردية كاملة لسقوط أخلاقي يكشف عن غرائزية انتقامية، واستئثار بالحكم يتمحور حول مركزية ذاتية وطائفية متضخمة ومتصلبة، نحن نعود وبكفاءة حداثوية المظهر لسلوك الغابة!
ماذا كنتم تفعلون عبر عشرين سنة مضت؟ “كنا نحرث البحر، ونستنطق الحجر الأصم” كما يقول الشاعر سعدي يوسف!.
*من الجيد أن مارك سافايا عراقي الأصل، ويعرف اللهجة العراقية المحكية!
منبر العراق الحر منبر العراق الحر