ذنب وعقاب.. سرد تعبيري….سامية خليفة

منبر العراق الحر :
تغمرني الدنيا أم أنا أغمرها غبطة ونشوة، يا لذاك الشعور المذاب بشهد مصفى، ها أني أراه خامدا وقد اجتث

الروح من جذورها. سأحدثك خليلي، عن تلك السلاسل التي أدمت معصمي، أنا الأسيرة، رغم أن الصور في

المخيلة لا تنفك تحملني على بساط سندباد، لأطير وبكفين تحملان الرطب مالئة أجواف السهوب العطشى. عذرا

سندباد، ذلك البساط الذي أهديتنيه ما عدت أحتاجه، وأفواه السهوب سكتت، ليس ارتواءً، وإنما موتا!
آه يا بلاد العجائب، هناك رصاصة اخترقت الحلق فمن يمد يديه ليقتلع من الحنجرة الأنين؟ من يدفئ فوهة الناي

الحزين إن تاهت عنه ثقوبه هاربة، لعلها تدفن الصدمة في قاع وادٍ سحيق. أسمع الشجن تراتيل رثاء، فعذرا

سندباد، التحليق ما عاد مجديا؟ عذرا سندباد، السديم غباره يلفّ العيون كي لا تشهد الواقعة، لكن الضمائر

الصاحية لا بد وأن تستدل من بوصلة اليقين أين وكيف ومتى وقع الظلم. يا سندباد تعال وخذ بساطك، سأحلق

ها هنا ولكن على الأرض، لأرتبط أكثر بحقيقة البشر، فحينما يكون العقاب أكبر بكثير من الذنب يكبر الظلم. الذنب

يا خليلي حينما يكون فطريا لا يحتاج لأكثر من هواء كي يعيش ، أمّا العقاب الذي تسنه النفوس المريضة، فهي

تلبس التبرير جلد أفعى أملس، لتخفي تحته روحا شيطانية ماكرة!

اترك رد