في زجاجةِ فودكا…هند زيتوني

منبر العراق الحر :
نعيشُ في بارِ الحياةِ
نقيمُ حفلاتِ الهلوسةِ والتَّفاهةِ
كلُّ الأيَّامِ محشورةٌ
في زجاجةِ فودكا منتهيةِ الصَّلاحيةِ
قد تنفجرُ بأيِّ رشفةٍ عابرةٍ
نجلسُ على كراسي متحرَّكةٍ
نفورُ، ونتبادلُ الأحاديثَ والجثثَ
ثمَّ نطيرُ بلا أجنحةٍ
في الحانةِ
نرى روزنامةَ العمرِ
معلَّقةً على سَكرةِ الوقتِ
تذرفُ من عينيها مواعيدَ وأدعيةً لم تصلْ
وصورةً لإلهٍ
قسَّمَ بيننا تفَّاحةَ السعادةِ
لكنْ سقطَ كلُّ شيءٍ
من أكفِّنا المعطوبةِ
البارتندر
أعمى قدَّم نبيذَ الفرحِ للهاويةِ
ثمَّ أطعمَنا لحومَنا متبَّلةً بالكذبِ والإشاعاتِ
تحت سقفِ المصادفةِ
لا فرقَ بين الغرقِ في الصحوِ
أو النجاةِ من الثَّمالةِ
إلّا قهقهةٌ خبيثةٌ
من أفواهِ الكؤوسِ الفارغةِ
عندما حانَ وقتُ -ملءِ الزمنِ-
ملأتُ كأسي
وشربتُ أيَّامي بغصَّةٍ مؤلمةٍ
قالوا لنا:
قاربُ الزمنِ مثقوبٌ،
ضعوا سنواتِكم في مكانٍ آمنٍ
قبل أن تُبحروا
هناكَ فاصلٌ مؤلمٌ يمرُّ ببطءٍ
بين موجةٍ لطيفةٍ
ومشهدٍ جنائزيٍّ من الأعاصيرِ
ها أنا أغلقُ النَّوافذَ جيِّداً
لأحبسَ لحظاتِ الفرحِ
في كوخِنا الصغيرِ
ووالدي
مازالَ يرهنُ ربيعَ عمرِه
في السُّوقِ السَّوداءِ
ليشتريَ لنا -لَبَنَ العصافيرِ-
أرغفتُنا كانتْ مشويَّةً على نارِ القهرِ
–لا تسمنُ، ولا تغني من جوعٍ –
لأنَّني لا أؤمنُ بالموتِ كثيراً
ما زلتُ أُربِّي الحياةَ كقطَّةٍ أليفةٍ
تحت نافذتي
وأطعمُها سُكَّرَ قصائدي
أصلِّي على مذبحِ الحقيقةِ
وأقدِّمُ قلبي قرباناً للآلهةِ.
هند زيتوني .

اترك رد