منبر العراق الحر :
أعَينينِ أرى أم ذي جَزيرة
بِها تاهَت عناوينُ المَسيرة
كِتابي دُنيتي والكلُّ فيها
فهَلْ تروي لنا البيداءُ سيرة
فضاعَت أُمنياتي في زمانٍ
عسيرٍ يَشتَكي العسرَ يَسيره
وَحالَت بَيننا خيلٌ ورهطٌ
كثيرٌ ملَّ من عدِّ كَثيره
فلا عيسٌ ولا خيلٌ تراءَت
ويبقى الحرُ في عينِ البصيرة
بذي الآهات مازلنا نواسي
ألا يا حَسرةَ الآهِ الحَسيرة
فليلانا التي راحَت ووَلّت
لهذا اليوم مازالَت خَطيرة
رسمَنا حرفَها فوقَ الدوالي
وغنّى الدهرُ مِنْ شعرِ جَريره
وها نحنُ اقتَفينا الأثرَ نَمضي
كأنَّ الماضي مَجهولٌ مَصيره
كَوتنا الآهُ في راحٍ ورَوحٍ
بنارٍ تَذكو في مَذكى سَعيره
طوَت في خَدِّها كلَّ الخَطايا
كَطاوي البيد لَمْ يَذكرْ مَسيره
فرمشُ العينِ سيّافٌ شقيٌّ
إذا ما نامَت العينُ القريرة
عَجيبٌ أن ترى هذي الليالي
أليلٌ غافي في شَمسِ الظَهيرة؟
وأمواجٌ نَرى مِن كلِّ صَوبٍ
كأنَّ الموجَ يَطغى في حَفيرة
ودانَت ثمَّ دانَت في تَداني
كأنَّ الرامي ارتالٌ مُغيرة
طريفٌ قدُّها والهيفُ بادٍ
إذا مالَت هَوى عرشُ الأَميرة
وخالُ الجيدِ يَخلو مِن خيالٍ
كضوءِ القَزْحِ في دُنيا مَطيرة
يَميسُ الشعرُ ما بينَ الأماسي
بسِفرٍ يَكتوي مِنها سَفيره
ومرَّ المشطُ في ليلٍ تمطَّى
مرور الخَوصِ في نَسجِ الحَصيرة
بأسنانٍ تَساوت ثمَّ ساوَت
بأَقصى القاصي تلتَفُّ الضَفيرة
ستَنفينا وَهل مَنفى سِواها
مُجيرٌ لا يرى مَنْ ذا يُجيره
كريم خلف