هذهِ الدُنيا مصاريعُ الهوى…كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :

أفْيَحُ العطرِ على الخَدينِ ساحْ
مِن ثَنايا الثَغرِ مِن تحتِ الوشاحْ
لاذَ مِن خوفِ ولكِنْ شاعهُ
‏ذاكيُّ الندِّ الذي بالجمرِ فاحْ
أهْيَفُ الخصرِ تَمادى فانثَنى
بينَ جَنبيها فمالَت بانزياحْ ‏
فاستَفاق القَحْلُ أمسى قِيعةً
واستساغَ النبعُ كالماءِ القراحْ
يا بَهيَ الطلعِ املودُ الرَبيع
وابتساماتُ الرِضا والانشِراحْ
اطلقي قَيدي فهلْ مِن فجَّة
علَّني ألقى سبيلاً للمزاحْ
عين هجرٍ هكذا شحَّ اللُقاء
مَن سِواها علَّمَ النايَ النواحْ
وَيلُها دهراً أحلَّت دَمعَتي ‏
أحلالٌ في حرامٍ مَن أباحْ؟
لجَّجَت دَمعي كأمواجِ البُحور
فتَهاوى الشوقُ في أرضٍ براحْ ‏
كُلَّما يلقاها قَلبي يَغْتلي
قالَها أبقى وَما أَبقى فَراحْ
شاخصاً هذا مَزاري أينَهُم ‏
أينَ مَن كانوا مَلاذي والمَراحْ
هذهِ الدُنيا مصاريعُ الهوى
أيقظَ الأمواتَ في نهجِ الكِفاحْ
أينَ مَن قالوا تَعالوا ارْقصوا
ليتَهُم يَدرون ما مَعنى الجُراحْ
أينَ اطلالي مَزاري دُنيتي
يَلتَقي فيها ذهابي وَالرواحْ
أينَ مِن بَعضي وَكلّي بِضعةٌ
أينَ من يَشقى بِها والمستَراحْ
أينَ منّي عاشقٌ قَد حَطّني
ساهياً فوقَ بساطٍ مِن رِياحْ
أينَ منّي والأَماني ضَيعَتي
أينَ فرَّتْ ليتَني كنتُ الجناحْ
واهماً مَن كانَ يَرجو مُبغضاً
بعدَ حينٍ طالباً منهُ السَّماحْ
كريم خلف جبر

اترك رد