أمشط غابة الليل….فاطمة الداودي

منبر العراق الحر :

هكذا بدأ عزف أوركسترا في رأسي ،
بعد الثانية ليلا ، أنزل وحيدة
أمشط غابة الليل
لا أستطيع تخطي عواء في داخلي
بلا حراك أتحسس ذلك الشعور بأصابعي الباردة
هل هذا يوقظ آخر أسلاف رعشة الدفء
ويخرس نظرات الوحدة وما ليس لي؟
أمسك بين يدي حواس الريح للقفز من علو شاهق
والتسلل خفية عبر ممرات ضيقة
أترك أنفاسي اللاهثة تحفر نهرا لنهر
يغتسل فيه اسمي من عمره الماضي
من حوافر ظلال الانتظار
من مصائر تقف بعد مسافة المحطات
تقف بلا حقائب ويد تبحث لها عن غرفة للإيجار
تحرس مذاقات حارة لأكلات الخريف
وتفتح لها نصف نافذة بين أصابعي لرتق أخيلة المساء
كنت أعرف إن صمتي الموغل فيَّ
هو ما يعتق طعم الغياب
ويطبخ أوجاعا لا نهاية لها
لا لسان رطب لي لأتذوق سنين قادمة
وأعزف عن شعور البكاء
وأفرد من رسالته “صباحاتك الاجمل” أجنحة طيران
لعل وهو يتذكر ملامح وجه اللقاء
وهو يرتق نزف الوقت بأصابعه المستعجلة
لعل وهو يرتشف سيلان اللهفة على فمه شبه المفتوح
وجهي الذي ينتظره عند آخر الليل
وجهي الذي أخبره عن انزلاق اسمي الى الوراء
عن عواء جراء كلاب تمشي نحو الفراغ
فقط عليه أن يتذكر اسمي قديما قبالة البحر
وثرثرته عن أسوء طباعه المتوحدة في خطواتها
الماضية في غربتها الى غربتها
لا شيء مهم الآن
غير إني انتظر المضي نحو وقت مأجور
حتى يتوقف انزلاق اسمي نحو الفراغ
ويتوقف عزف اوركسترا في عقلي
وعواء الغربة في داخلي
فاطمة الداودي
تونس

اترك رد