منبر العراق الحر :
أعلنت وزارة الخارجية، اليوم الاثنين، بدء الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بناء على طلب العراق.
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد الصحاف في بيان، إنه” بطلب من العراق بدأت أعمال الاجتماع الطارئ على المستوى الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث أهم الإجراءات والمواقف المتخذة من أعضاء المنظمة بشأن الإساءة للمصحف الشريف”.
وأعتبر وزير الخارجية فؤاد حسين، اليوم الإثنين، حرق القرآن الكريم يغذي ظاهرة الإسلاموفوبيا ويشكل تهديدا للتعايش بين الأديان ، فيما طالب “المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته لتجـريم الممارسات المؤدية لازدراء الاديان، فيما قدم 5 مقترحات لمنظمة التعاون الإسلامي للحد من تكرار حادثة حرق القرآن الكريم”.
وقال حسين في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي: “نجتمـع اليـوم ونحـن إزاء تكــرار فعـل شـائن، قـام بارتكابــــه أحـد المتطـرفين، إذ أحـرق نسـخـة مـن المصحف الشـريف أمـام مبنـى سـفارة جمهوريـة العـراق فــي ســـــتوكهولم وبموافقـة وحمايـة بعـض الأجهزة التابعة للحكومة السويدية”، مشيرا الى ان “هــــذا الفعـل الشائن وأمثاله، يغذي ظـاهرة الاسـلاموفوبيا ويشـكل تهديـداً للتعـايش بـين الأديـان والسلم الأهلي، في مجتمعات عديدة في العالم”.
وتابع ان “اجتماعنـا هـذا اليـوم، يعـد اسـتجابة مهمـة مـن الـدول الأعضاء للتصدي لظـاهرة وأفعـال وخطـابـات وجـرائم طالـت ديننـا الإسـلامي الحنيـف ومقدســاتنا، عبـر حـرق نسـخ مـن المصحف الشـريف، وتحـت عنـوان (حريـة التعبيـر وحـق التظـاهر) ، مبينا انه “فـي الوقـت الـذي تـعـرب فيـه جمهوريـة الـعـراق عـن ادانتهـا واسـتيائها الشـديدين لـهـذا الفعـل الشـائن، تؤكـد علـى ان العنصـرية وكراهيـة المســلمين وظـاهرة الاسلاموفوبيا وتناميهـا يمثــل انـكاراً لمبادىء ومقاصد الأمـم المتحـدة وانتهاكـا لـلاعـلان العـالمي لحقوق الانسـان”.
وبين ان “ازدراء الأديـان والتحـريض علـى رموزهـا يمثـل تحريضـاً علـى الكراهيـة، وهـو احـد اشـكال التمييـز وتـؤدي الآثـار السلبية الناجمـة عنـهـا إلـى نزاعـات تـعـكـر صـفـو التـعـايش وثعيـد ذاكـرة المجتمـعـات إلـى الـعنـف”، لافتا الى ان “العراق رحب بقـرار الجمعيـة العامـة للأمـم المتحـدة المعنـون (تعزيـز الـحـوار بـيـن الأديان والثقافات والتسامح فـي مواجهـة خـطـاب الكراهيـة) الـذي اعتمـد بتـاريخ 25 تموز 2023″.
وطالب المجتمـع الـدولي بـ”أن يتحمـل مســؤلياته والتزاماتـه الاخلاقيـة والحضـارية بشـكل متسـاو، وفقـاً لمـا نـصـت عليـه القـرارات الدوليـة مـن تجـريم العنصـرية ومعـاداة السامية وأتباعهـا فـي العــالم، ويصـار لتجــريم الممارسات التي تـؤدي إلـى إزدراء رموزهـا وأتباعهـا”.
ودعا الى “أن لا تكـون تلـك القـرارات والصكوك الدولية مرجعيات للتمييز على اساس الدين والعرق والمعتقد”، لافتا الى “اننا لا نرى أن حرية التعبيـر وفـق مبـادئ حقوق الانسـان تشـمل التعـدي علـى المعتقـدات والكتـب السماوية المقدسـة”.
واوضح ان “العراق يطالـب الـدول التـي تشـهـد مثـل هـذه الأفعـال الشـنيعة بضـرورة احتـرام مشـاعر ومقدسـات اكثـر مـن مـلـيـاري مسـلـم حـول الـعـالم، وان تتخـذ هـذه الـدول جميـع الاجـراءات والتدابير الكفيلـة بإحترام حقوق المسلمين وهـويتهم”، مطالبا “المجتمـع الـدولي بإسـم التضامن الانسـاني والتزامـا بـالقرارات الدوليـة المذكورة آنفـا، إلـى عـدم السماح بارتكاب مثـل هـذه الجـرائم ووضـع حـد لتكرارهـا”.
ولفت الى ان “الـعـراق يؤكد إلتزامـه بحمايـة البعثـات الدبلوماسـية والحفـاظ عليهـا وبمـا ينسـجـم مـع بنـود إتفاقيـة فيينـا للعلاقـات الدبلوماسية، حيث اتخـذت الحكومـة العراقية برئاسة محمـد شياع السـوداني إجـراءات مشددة بهـذا الشـأن، وخاصـة بعـد رد الفعـل الشـعبي علـى سفارة مملكـة السـويد في بغداد، لتأكيـد هـذه الرعايـة والحمايـة”، مشددا على أهمية” ان تعمل الـدول علـى منـع الاسـاءة إلـى جميـع الاديـان والمقدسـات وعـدم توجيـه الاهانـة او الانتقـاص منهـا، وبمـا يتيح للقضـاء مـن ممارسـة مهامـه السـامية فـي الحفاظ على حياة وحقوق المجتمعات”، لافتا
واكد ان “الـعـراق ملتـزم أيضا بنهجـه الديمقراطي فـي ايمانـه بإتاحـة الفرصـة لشـعبه بحريـة التعبيـر، وضـمن إحتـرام القـوانين الدوليـة والوطنيـة وإحتـرام الأديـان والمعتقـدات، وبمـا لا يخـرق هـذا الإلتزام، حيث يبعـث الـعـراق بشـكـل مسـتمر رسـائل الانفتـاح علـى الـعـالم ويمـارس دبلوماسية متصـاعدة فـي تنميـة علاقاتـه مـع الـدول الصـديقة والشقيقة ويبنـي جسـور مـن التعـاون الاقتصـادي والسياسـي والثقـافي”.
ولفت حسين الى ان “الـعـراق يقدم المقترحـات الاجرائيـة التـي نعتقـد انـهـا سـتكون مصـدرا لاستدامة العمـل مـع المجتمـع الـدولي والمنظمــات الإقليميـة لمواجهـة الاخطـار الـتـي اشـرنا إليهـا آنفـا والـتـي تـهـم السلم والأمـن المجتمعيـين فـي العديـد مـن المجتمعـات”.
وطالب حسين، الأمـم المتحـدة بـ”إجهزتهـا الرسمية والوكالات المتخصـصـة والأمين العام للأمم المتحدة بممارسـة مسـؤلياتهم وإيـلاء الأهميـة لـهـذا الأمر، الـذي تعـد تجلياتـه وظـواهره، إنكـاراً صـريحاً وواضـحاً لمبـادئ ومقاصـد الأمـم المتحـدة والإعـلان الـعـالمي لحقوق الإنسـان”، مشددا على “إتخـاذ التدابير الكفيلـة بمنـع هـذه الحوادث”.
ودعا، الإتحـاد الأوروبـي إلى “اتخـاذ مواقـف أكثـر حزمـاً تـجـاه تلـك الأحـداث لضـمـان عـدم تكرارهـا، ومسـاءلة ومحاكمـة القـائمين والمحرضـين الأطـراف عليها، لتجنُــب عواقبهـا، التي تضـع جميـع أمام إلتزامات حرجة”.