نقاط على الحروف في ضمانات المتهم….. المحامي طارق الابريسم

منبر العراق الحر :
لقد توفي المهندس بشير خالد على اثر التعذيب وماتعرض له في الموقف ومراكز الشرطة،
لقد رحلت الضحية وسوف يسدل الستار عن افضع انتهاك لحقوق الانسان وسوف تبرد الحادثة وتجف دموع المحزونين ،وتمر عدة من ايام أخر ، ويفلت الجناة من العقوبة بعد اجراء تحقيق شكلي يحمل الضحية وحدها كل ماجرى، وسوف تدفن القضية وتختفي الحقائق كما دفنت القضايا والفضائح من قبل دون ان ترتب اثرا نتمسك به لتعديل الاجراءات الخاصة بالتحقيق التي تعتمد اولا واخيرا على العنف وانتزاع الاعترافات بالاكراه الجسدي او النفسي . يجب ان نتعلم من تجاربنا ونقوم بتعديل اساليبنا التحقيقية كما يتطلب الامر بعض التشريعات فلابد من الغاء الماة [٥٠] من اصول المحاكمات الجزائية التي تبيح للشرطة ممارسة التحقيق مع المتهمين ولابد من نقل التحقيقات من مراكز الشرطة الى المحققيين القضائيين في محاكم التحقيق ومنع الشرطة من القيام بذلك مع بعض الاستثناءات التي تتعلق باخذ اقول الجناة فورا في حالة الجريمة المشهودة كما يتطلب الامر ادخال المحققين القضائيين دورات داخل وخارج العراق للتعرف على الاساليب الحديثة في التحقيق وكشف الجرائم مع الحفاظ على ضمانات المتهم وحقه في استشارة محامي او حقه بالانكار او حقة بالصمت وعدم الاجابة على اي سؤال دون اي ضغط او تحليف ..ان مواجهة المتهم بالادلة سوف تجعله ينهار ويسترسل بالاعترافات دونما حاجة الى ممارسه العنف والترهيب وهذا يتوقف على ذكاء المحقق واستخدام وسائل متطورة علميا وتقنيا واستبعاد اي وسائل تنتهك حقوق الانسان.
تلكم هي بعض ما نعتبر به من الحوادث التي تشكل انتهاكا صارخا ولا يفوتنا التاكيد على اشراف الادعاء العام على التحقيقات اضافة الى زياراته الى المواقف والسجون للتحري عما يجري فيها والتاكد من تطبيق القانون بصورة صحيحة والحيلولة عن اي انتهاك للمعايير الدولية لحقوق الانسان في مرحلتي التحقيق والمحاكمة والرقابة على السجون والمواقف كافة وتوفر الشروط الضرورية التي تحقق كرامة الانسان .لنجعل من هذه الحادثة سببا للمراجعة واعادة النظر في اساليب التحقيق المعتمدة كما يتطلب الامر ادخال مادة حقوق الانسان في المراحل الدراسية كافة وبخاصة كلية الشرطة في كافة المراحل باعتباره درسا اساسيا واعتماد ثقافة حقوق الانسان كجزء من ثقافتنا المجتمعية .

اترك رد