قصيدة ” ملاعب صباي”…. طالب الكناني

منبر العراق الحر :
عَلقتْ بذاكرتي خيوطٌ واهيةْ
قامت تُحدِّث عن معانٍ سامية
و تحدثت عن كلِّ ما مرت به
نفسي وعن تلك السنينِ الماضيةْ
لمّا على تلك المقاعدِ في الصبا
كنتُ انتظمت وصرتُ فيها داهيةْ
بالحقٌِ إني في الحضارة مُولعٌ
و أمدني ربي بأذنٍ واعيةْ
كان العراقُ كروض زرعٍ مزهرٍ
فوق الجبال و في السهول الحانية
كان العراقُ كأنه من جوهرٍ
وتحوز منه الناسُ سهمَ العافية
من بصرة السيابِ نلتُ معارفا
و بحرت فيها و السفائنُ راسية
حتى استقرت عند شارع بلدةٍ
نفسي و ظلت كالفراشة غافية
كان الهدوء يسير في طرقاتنا
والغيمُ يعبث بالسماء الصافية
لم نعرف الهمَّ الثقيل لأننا
أصلا سنحزر ما الأمورُ الخافية
كانت موانئ بصرتي في هيأة
مثل العروس لعرسها هي ماضية
كان الجمالُ وكلُّ شئ رائعٍ
حتى الصحارى والرمالُ النائية
كانت شوارعُها تفيضُ محبةً
و الكلُّ فيها صورةٌ هي ما هيه
البصرة المعطاءُ يوما لم تكن
إلا كتابا في الرفوف العاليةْ
حتى تمزقتْ الحروف بليلة
من جور حمقى ، يالظلم الطاغية
إدلف لبصرةَ إن فيها ماضياً
سيظل يبعث بالنسائمِ زاكية
أملي بها في كل يوم صاعدٌ
نحو السماء و أن روحي راجية
أن يكتب النشأُ الجديدُ حكايةً
سيكون فيها سندبادٌ راويةْ
وانا لساني لن يكون لبصرتي
إلا كنخلٍ لا جذوعا خاوية
مرحى لمشتى في العراق نؤمه

اترك رد