غيابة السبي…د. حازم رشك التميمي

منبر العراق الحر :
قميصُ يوسفَ لا ريحٌ ولا بشرى
غيابةُ السبي هذي لم تكنْ بئرا
ولَم يكُ الذئبُ عذرا في حكايتهِ
فالذئبُ مهما قسا لا يشبهُ الشمرا
تلكَ العجافُ عجافُ الطفِّ مافتئت
للآن ترجعُ في أحلامهِ النحرا
وكم يقالُ السنينُ الخضر ُراجعة
فكيفَ فيمنْ قضى أعوامهُ صفرا
تعبيرُ رؤياهُ رمحٌ فوقهُ قمر ٌ
وصرخة ٌ من رزايا زينبَ الكبرى
والراكضات إلى اللا أين من وجلٍ
وخيمةٌ من دخانٍ أصبحت سترا
وكعبةٌ كعبةٌ ديست أضالعها
ومقلةٌ مقلةٌ قد أصبحت حيرى
وشاهدُ الحالِ في ترتيلِ دمعته
كانت على حزنهِ الاصبع الحمرا
وابيضتِ العينُ حتى قال قائلهم
تاللهِ تفتأُ أودى عينه الحرّى
بالامسِ يعقوبُ في ( إبنٍ) غدا حرضا
وأنتَ مولاي تبكي الوالدَ الحرّا
شتانَ بين غيابٍ ( ربما وعسى )
وبينَ من غابَ حتى الكرّةِ الأخرى
وَرَبَّ سيارةٍ يحدو الحنينُ بها
في حين تسمعُ في سيارةٍ زجرا
وعدتَ من طوركَ المحنيِّ كاهله
– بقيةَ اللهِ – حتى تدفنَ البدرا
كم سامريٍّ بنى عجلا فما وهنت
تلكَ التسابيحُ كيما تصرع الكفرا
أوتيتَ سبعَ سماواتٍ محلقة
ولن أعددَ تكفي أمكَ الزهرا
فهل أعدّدُ ستا بعد مثقلةً
بالكبرِ تشمخُ في عليائها كبرا
يامرهق َ الشعر ِ لولا أنتَ تسرجه
بأريحيةِ نهرٍ لم نقلْ شعرا
وَيَا مسّلةَ أحكامٍ وأدعية ٍ
ساويتَ فيهنَّ هذا الكوخَ والقصرا
وياحمامَ سلامٍ عشّشت قببا
يدبّرُ اللهُ في أسمائها الأمرا
وياسجودَ رسالات ٍ تنثّ هدىً
محمديّا يحطّ الإصرَ والوزرا
ويارقيمَ العراقيين ماوقفوا
كي يستعيدوا عطاشى هذه الذكرى
ويابريدَ اليتامى غابَ هدهدهم
مُذ غيبتك أباهم تلكم الصحرا
متى تجدكَ القوافي حار شاعرها
تجدكَ حالين فيها: الشفع والوترا
متى عمامتك السوداءُ ثائرة ً
على الطواغيت ، كم تستصغر النصرا
جررتَ أذن الظلاميينَ قاطبةً
ورحت تطلعُ من تسبيحك الفجرا
أخافُ مولاي لو أرجعت ُ واحدةً
أعيدُ في روحك الشفافةِ الخدرا
وحيث كل ّ زكامِ الأرضِ أجمعها
يحاصرُ الملأَ القدسيَّ والعطرا
أراكَ تكتبُ سفرا للخلودِ ولم
تسألْ ولهفي على قربانك الأجرا
لذا أصبت بها عمرا يفيض ندى
ماأعظم الخالدين : الذكر َ والعمرا

اترك رد