منبر العراق الحر :
يذهب ملايين النّاس سنويّاً في سياحة خارج بلادهم لاكتشاف بقع جديدة من الأرض وقضاء أوقات جميلة ليتذكّروها خلال حياتهم، لكن ضمن هؤلاء الملايين، هنالك مَن يسافرون بهدف إنهاء حياتهم.
تُسمّى هذه السياحة بالسياحة الانتحارية، وهي حين يسافر الناس إلى بلدان أخرى لتلقّي المساعدة في الانتحار، لأنّ قوانينهم الوطنية لا تسمح بمثل هذا الإجراء. أصبحت هذه الظاهرة منتشرة بشكل متزايد، بخاصّة في سويسرا. فقانون الانتحار بالمساعدة يسهّل الأمر فيها، لذا يسافر العديد من النّاس الرّاغبين بالانتحار إلى ولاية زيوريخ من أجل إنهاء حياتهم. ويُطلَق على هذا النّوع من السّيّاح لقب “السّيّاح الانتحاريّون”.
وجدت الدراسة التي أجراها معهد الطبّ القانوني في زيوريخ، أنّه في سويسرا، تساعد 6 منظمات معنية بالحق في الموت في حوالى 600 حالة انتحار سنوياً، منهم 150 إلى 200 سائح انتحاري. ومن بين 611 حالة انتحار بمساعدة طبية تمّ تحديدها، كانت 58% منها من النساء، بمتوسط عمر 69 عامًا. وكان أغلبهم يعاني من اضطرابات عصبيّة أو سرطان أو أمراض روماتيزمية أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
تشهد قوانين الانتحار بمساعدة طبية في جميع أنحاء العالم تغيّرًا مستمرًا، حيث تناقش البلدان إيجابيات وسلبيات. ووجدت دراسة استقصائية أُجريت في 12 دولة أوروبية أنّ غالبية الناس يؤيّدون تقنين الانتحار بمساعدة طبية، على غرار الولايات الأربع في الولايات المتحدة. ومع ذلك، يرى البعض أنّ تقنين الانتحار بمساعدة طبية لا يعالج الحاجة إلى رعاية تلطيفية أفضل، كما يمكن أن يعرّض السكان الضعفاء للخطر.