منبر العراق الحر :
يرتبط انخفاض مستوى الكوليسترول في الدم إلى حدّ كبير بالتغذية. وثمة عوامل عديدة يمكن أن تكون السبب وراء ذلك، منها الاستعداد الجيني، تُضاف إليها سلوكيات معينة تزيد الوضع سوءاً، منها اتباع نمط ركود وزيادة وزن واتباع نظام غذائي غير متوازن. فهذه من الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم. عندما يتبين أنّ ثمة ارتفاعاً في مستويات الكوليسترول في الدم، لا بدّ من إعادة النظر أولاً في نمط الحياة وممارسة نشاط جسدي بانتظام واتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن. وقد يكفي ذلك لتعود مستويات الكوليسترول إلى معدل طبيعي، من دون حاجة إلى تناول أدوية، بحسب ما نُشر في Topsante.
علماً أنّه في مرحلة انقطاع الطمث، قد يزيد أيضاً خطر هبوط معدلات الأستروجين في الدم، والتي تلعب دوراً إيجابياً في ضبط معدلات الكوليسترول. فيما قد تكون هناك حاجة أحياناً إلى الدواء، عندما يكون سبب ارتفاع مستوى الكوليسترول جينياً.
ما النظام الغذائي الأمثل لخفض مستويات الكوليسترول؟
في السابق، كان يُنصح بالحمية الصارمة التي تحتوي على معدلات أقل من الأطعمة الغنية بالكوليسترول، كالبيض والزبدة والجبنة واللحوم الحمراء. بعدها تبيّن أنّ الكوليسترول في الغذاء يؤثر بشكل محدود على مستويات الكوليسترول في الدم. فنسبة 70 في المئة من الكوليسترول تصنع في الكبد ونسبة 30 في المئة منه فقط تأتي من الغذاء، ومع استهلاك كميات أقل منه ينتج الجسم المزيد.
لذلك، بدلاً من منع أطعمة معينة، هناك تركيز اليوم على النظام الغذائي المتنوع والمتوازن الغني بالخضراوات والقليل الدهون المشبعة. فمن الممكن تناول 10 غرامات إلى 30 غ من الزبدة في اليوم . اما اللحوم الزهرية فمن الممكن تناول 150 غ منها في الأسبوع، شرط التركيز على تلك التي تحتوي على كميات أقل من الدهون. أما بالنسبة للبيض، فثمة جدل حوله، ويُنصح بعدم استهلاك أكثر من واحدة في الوم كحدّ أقصى أو 4 في الأسبوع في حال ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
ما الذي يجب تجنّبه في حال ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم؟
-الدهون المشبعة: في حال المبالغة في تناولها يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول في الدم. هي موجودة في الدهون الحيوانية وفي زيت جوز الهند والنخيل. يجب عدم استهلاك أكثر من 500 غ من اللحوم في الأسبوع. هذا مع ضرورة تجنّب تلك الغنية بالدهون قدر الإمكان والتركيز على تلك القليلة الدهون. كما يجب الحرص على تجنّب الأطعمة المصنّعة التي تحتوي غالباً على زيت النخيل.
-الدهون العابرة: هي الأسوأ لأنّها ترفع مستويات الكوليسترول الضار وتخفّض مستويات الكوليسترول الجيد. هي موجودة في الأطعمة المصنّعة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة. لكن تراجع استخدامها حالياً ضمن لائحة المكونات، نظراً لما لها من مضار.
-السكر: عند تناول كميات زائدة منه، يتحول إلى دهون ترفع مستويات الكوليسترول في الدم. لذلك يجب عدم تناول السكريات أكثر من مرّة في الأسبوع كالحلويات والمشروبات الغازية والمخبوزات. كما يجب الحدّ من كمية السكر التي تُضاف إلى المشروبات الساخنة.
كيف يكون النظام الغذائي متوازناً؟
-الألياف الذائبة: هي تذوب وتتحوّل إلى ما يشبه الهلام عند التعرّض للماء في الأمعاء بشكل يسمح بمكافحة ارتفاع مستويات الكوليسترول. هي موجودة بشكل خاص في الفاكهة والخضراوات وبزور الشيا.
-الدهون غير المشبعة: هي موجودة في معظم الزيوت النباتية والأسماك الغنية بالدهون، وهي لا تؤثر على مستويات الكوليسترول فيما تخفّض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خصوصاً الأحماض الدهنية أوميغا 3 المضادة للالتهابات.
-مضادات الأكسدة: هي لا تؤثر مباشرة على مستويات الكوليسترول في الدم، لكنها تحمي من أكسدة الكوليسترول. من المهمّ تناول 5 حصص من الفاكهة والخضراوات في اليوم وزيت الزيتون والشاي والكاكاو.
المصدر : النهار العربي