الناصرية والدخول ونوروز وشجرة العلوية… نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :….من قصص مدينة الناصرية…

تكاد أن تكون شجرة العلوية الواقعة في أول الطريق السياحي من جهة بستان الحاج عبود رحمه الله والرابط بين مدينة الناصرية وبساتين منطقة السديناوية هي أشهر شجرة في تواريخ المدينة ، وهي شجرة سدر انتصبت في المكان منذ أكثر من مئة عام ، ودفنت قربها أو غُسلت علوية يجهل معظم الناس من تكون ، لكنها حملت في الذاكرة الأجتماعية للمدينة مشاعر روحية ودينية وميثولوجية ، من أن الشجرة تنز وتقطر دمعاً احمرا كالدم حزنا على قصة تتداولها ذاكرة جداتنا وأمهاتنا بأكثر من وجه .
هذا ما استطيع أن اقدمه تعريفا له إلى هذا المكان الذي نأوي إلى ظله عندما كنا نبدأ مراجعة دروس البكلوريا أو يكون مكان لمرح وفرح الناس المحتفية بيوم الدخول وعيد نوروز في 21 آذار ، وهو يوم دخول فصل الربيع في حياة الناصرية وتبدأ شجرة التوت القريبة بأظهار بدايات خروج ثمرها ( التكي ) من بين اوراقها .
هذه العلوية المباركة التي يأوي إليها حلم النساء من صاحبات النذور ، مسلمات كُنَ أو مندائيات لكون الشجرة قريبة إلى محلة الصابئة فهم يشاركون إخوانهم وجيرانهم المسلمين طقوس الشجرة المباركة .
قصتي مع شجرة العلوية وشجرة التوت التي كانت قريبة منها ، هي مكتوبة بحبر دمعة الذكريات ،عندما كنا خمسة صُبية نراجع دروس بكلوريا الدراسة المتوسطة وتحت ظلها ،ومتى إسترحنا طلبوا مني ان اكتب خواطر ورسائل إلى حبيباتهم ،وكنا بين حين وآخر نحفر على جذع شجرة العلوية وشجرة التوت ذكريات تواريخ الأيام التي كنا نمتحن فيها البكالوريا ، وقد نجحنا خمستنا ، والذكرة الأخيرة التي حفرناها على الشجرتين هي كلمات شكر للعلوية لأنها استجابت لأدعية قلوبنا الصغيرة ومنحتنا النجاح من الدور الأول.
حين كبرنا وأمر على الشجرة وخصوصا في يوم نوروز اطمئن على أن الذكريات وتواريخها موجودة . لكن دمعة الحنين استفاقت عندما عدت إلى الناصرية قبل اعوام وصادف عيد نوروز فأشتقت إلى تلك الذكريات وذهبت لأطمئن على أسماء من كانوا يراجعون معي امتحانات البكالوريا وحنان خواطر القلوب العاشقة لاكتشف أن اثنين من تلك الاسماء التي حفرت حنينها على جذع الشجرة المباركة وشجرة التوت القريبة منها .واحد مات بعلة المرض والآخر سرقته شظية حرب.

اللوحة هي وجه تقريبي للعلوية تخيلته من لوحة لصديقي الفنان سالم مذكور.
قد يكون فنًا

اترك رد