توسّل ___ سعد علي مهدي

منبر العراق الحر :
لا تتركيني في مهبّ الريح أفترشُ الحصى
فالبردُ قاسٍ ..
والظنونُ يحثّها ليلٌ مخيف ْ
وأنا حسيرٌ ..
لا غطاءَ يضمّ رأسي ..
أو رداءً يحتوي جسدي الضعيف ْ
قلبي ..
تبعثر فوق أزمنة الحروب ِ ..
فلم يعد يقوى على شىءٍ من الدنيا ..
سوى ألم النزيف ْ
ويدايَ أوهى من خيوط العنكبوتِ
أمام ما يخفيه إعصارٌ عنيف ْ
ولتعلمي ..
أنّ الفصول يقودها زمنٌ تلاشى
ثمّ عاد مجدّدا ً..
ليقول للسنوات أني قد وصلتُ الى الخريف ْ
***
لا تتركيني ..
فالحياة بلا وجودك دون معنى
والوجود بما أعاني من فراقك ليس يعنى
فاذكري ..
سببا ً وحيدا ً كي أعيش لأجله بعد الفراق ْ
وشهقة ٌ تمتصّ أوردتي انفعالا ً ..
حين يحتدم السباق ْ
هل تستحق الأرض من شفتيّ همسة ُ عاشق ٍ ..
إن غاب وجهك ..
واختفى زمن العناق ْ
أم أن هذا الأمر لا يعنيك ِ
مادامت طيور الحبّ
لا تقوى على الطيران أو فكّ الوثاق ْ
إني لأعلمُ ..
أنّ أفعى الموت تدنو من سريرك ..
فاقتليها ..
واركبي خلفي على ظهر البراق ْ
***
يا شمس ليلي .. لا أريد لكِ الغروبْ
يا مسحة الضوء التي ما فارقت شفتيك يوما ً ..
لا يليق بكِ الشحوبْ
يا من تريدين الرحيل بلا وداع ٍ ..
كيف أحتملُ البقاءَ بمفردي ..
فوق الدروبْ
يمتصّني قلقٌ هلاميّ الملامح ..
يقتفي المرض اللعين َ ..
وما يخبّئ للقلوبْ
ويحتوي لغتي انفعالٌ يستشفّ مرارة الآتي ..
وما خلف الغيوبْ
فأرى الحياة ..
كأنها خطأٌ ومحض خطيئة ٍ ..
ومسارُ مأساة ٍ توشّح بالذنوبْ
وأرى رحيلك سوف يمنحني مكانا ً في جواركِ ..
كي أتوبْ

اترك رد