منبر العراق الحر :
احترتُ في قومي وفي أشياعي
وانتابني كَمَدٌ على الأوضاعِ
و انتابني حزنٌ و طيفُ ملامةٍ
و رجعتُ أُشكلُ صورة الإبداع
فسألت أهلي و الذين تحيروا
قبلي و كم كنتُ الصوابَ أراعي
عن قصةِ الإيغال في أمجادنا
ذكراً وفي الإرضاءِ و الإقناع
أو في التسامح والرقيِّ و ما جرى
للعهدِ والميثاقِ و الإجماعِ
للإنتصار إلى المآثر دسّها
جمعٌ من الأفذاذِ في أسماعي
و سألتُ صَحبي عن كثير مسائلٍ
منها و عن عقلي الحصيفِ الواعي
و سألتُهم عمّا يجول بخاطري
ومتى أُودِّعُ مَرَةً أوجاعي
ومتى تعودُ الترَّهاتُ ولا أرى
ومتى يعودُ الصدقُ في الأطباعِ
غزتْ البلادَ ثقافةٌ موبوءةٌ
بالكِذبِ والتلفيقِ والإقذاعِ
و رأيتُ راي العين بعض شبابِنا
يمضون ضد مواطن الإبداع
ماذا سنلقى بعد حينٍ إن أتى
عهدٌ يصيرُ الجهلُ فيهِ الراعي؟
ماذا إذا صارتْ بلادي عرضةً
للجوعِ والأسقامُ والأوجاع ؟
هلّا قرأتم مثل ذلك سادتي
هلا عرفتُم فيمَ جئتُ أداعي ؟
قد صرتُ أكتبُ كلَّ يومٍ قصةً
فيها حكايا عن سماتِ صراعي
لما وجدتُ الناس تُكبِر ما رأت
من موبقاتِ العالمِ الخداعِ
أوجستُ خوفا أن تضيع هويتي
واغتَمَّ قلبي من أفولٍ ضِياعي
وأثارني فضفاضُ ثوبٍ خادعٍ
وسرابُ آمالٍ و زيفُ قناعِ
فطمرتُ عقلي في مقابر خيبتي
و ندبتُ حظّي و ازدريتُ ذراعي
إني أنا المسكونُ ألفَ حكايةٍ
عن فرصةِ التعجيلِ والإسراعِ
قد قيَّدوني ألف قيدٍ في يدي
فمتى أوثِّقُ قصَّةَ الإبداعِ
هذا أنا يا ناصحيَّ ، تداركوا
همّي الذي منهُ العيونُ نواعي
إني بكيتُ على العقالِ وهيبتي
و من المهانةِ و اصطبار جياعي
إن الخلاص من الضياع سينجلي
يوما إذا ما الكلُّ قام يداعي
بالعلم والقول السديد و بالغنى
عن كل وهجٍ بارقٍ لمّاع
إن الخلاص من المصائب يقتضي
عملا يساندُ كلّ فكرٍ واعي
فأخو الجهالة لا يلاقي صاحبا
إلا وأودعه سموم أفاعي
وأخو النباهة لا يلاقي صاحبا
إلا و أكرمه بحسن طباعِ
سأظل أكتب ما تجود قريحتي
وأظل أُلهبُ ما حييتُ يَراعي
إنّي أنا العربي ماضٍ هاجسي
نحو الطليعة لا تضامُ قلاعي
إن كنتُ أمضي نحوها بغرامةٍ
فغداً يَردُّ على الغزاةِ جياعي
