-جدلية الإنقياد والإنتماء للوطن –….منى الصراف

منبر العراق الحر :-
أن تلك العناصر المساعدة التي يستخدمها رجال الدين على جماهير تعاني الإضطهاد والعوز وتمتاز بالإنفعال والسذاجة وسطحية الرؤيا وعدم النضوج الفكري بعقول اسفنجية فقط فهذه العناصر وغيرها جعلت منهم مصدرا لتصدير اجنداتهم السياسية بإطر دينية ليتحول الاخير طوع بنانه وخاصةً اذا كان رجل الدين هذا يمتلك مصدرا للقرار في الدولة ..
ف ( القوة والثروة والسلاح والنفوذ ) هو اساس التحكم الاجتماعي لذلك هم عملوا جاهدين على ابقاء جمهورهم مشغولا دون ان يكون لديه اي وقت كافي للتفكير ، فقط عليه الطاعة فهم مجرد اداة له واسلحة صامتة يستخدمها في اوقات الحروب الباردة .
وحين يريد رجل الدين السياسي أن يمرر قرارا معينا قد لايحظى بالقبول الشعبي إلا في حضور الازمة مما يجعل من الجمهور المقابل الواعيّ الذي خرج يطالب بقوانين وحقوق مسلوبة يستغل هو الظروف في أختلاق موقف او أزمة ما يستدعي رد فعل الجمهور للرد على اذرعه التي توغلت بين تلك الجماهير المطالبة بحقها مما يجعلهم يغضّون الطرف عن تلك المطالبات وإنشغالهم بالرد على الطرف الثاني وهذا ما حدث في انتفاضة تشرين وما يحدث الان باقتراح عطلة رسمية جديدة تضاف الى جملة العطل في بلد عاطل بالأساس والتي سببت حولها اللغط والتناحر بين الفرقاء السياسين والمواطنين .
يعمل رجل الدين السياسي في استغلال جمهوره من الجانب العاطفي يكون حينها قد كسب فتح المجال لحالة اللاوعيّ لدى هذا الجمهور ليغرس افكاره التي يتبناها لتمرير اجنداته ومصالحه في الدولة من خلالهم ، ولكن كل هذا لا يحدث دون إستخدام عنصرا مهما ألا وهو ابقاء ذلك الجمهور في حالة جهل مستمر والعمل على جعلهم يقبلون بهذا الجهل وكأنه ميزة تحسب لهم دون الاخرين كي يزيد الفجوة بينهم وبين الطبقات المثقفة المتعلمة ليشعروا بعدها بالمظلومية اكثر فبدل ان يتمردوا على النظام وقوانينه التي استغلت موارد البلد لصالحها الشخصي نجدهم ينغمسون بشعور التدني الذي يؤدي الى الغضب ممن هم أكثر منهم ثقافة وعلما مما جعل من هذا الرجل ان يمتلك مقدرة كبيرة في السيطرة والسلطة على تلك الافراد وكانهم قطيع وبحركة عصاه يسعون .
يبقى هذا الجمهور أسير القائد والجماعة بتعصب مقيت مسيس العقل يتوهم بانه قادر على تغيير معادلات القوى لصالح القائد الهمام الذي عمل منذ عقود بزرع الجهل المبطن بالدين والتحريض السلبي على الكراهية وتأجيج التوترات وترويج الأكاذيب لقلب الحقائق فيجعلوا من الجريمة فضيلة ويبرروا القتل وهتك الاعراض او قتل بائعات الهوى ويتركون بائعي الوطن وسراقه باسم الدفاع عن شرف الوطن ليزدادوا هم غنى وثروة وجمهورهم فقرا وجهلا وبلا وطنية وعلم ينتمون تحت ظله .
منى الصرّاف / العراق

اترك رد