كبرتُ….تنديار جاموس

منبر العراق الحر :

كبرتُ
لم أعد أمسكُ بثوبِ أمّي لأقطع الشّارع
ولا أنتظرُ اللّيل
لأدسّ حلمي اللّبني تحتَ الوسادة
وأقايضهُ صباحاً بضحكةِ غزال
***
كبرتُ
ما عاد القمرُ يلاحقني؛
والظلُّ على النافذةِ هو غصن الكينا وليس عكّاز
“أبو كيس”.
المئذنةُ ليست اللّه
الوحمةُ على كتفي لم تكن لشيطان يعضّني حين أكذب
القهوةُ لا تجعلني صبيّا بشاربٍ أسود
ساقُ جارنا التي بترت تحت حاوية القمامة
لن تنمو لتنتقم لأولاده منا /
رأيتها مرّة في المنام
تجمعنا في الحاوية
وتضرمُ النّار بأجسادنا.
***
كبرتُ
لم تعد لي يدٌ طويلة
تسرق السّكاكر من خزانة الجدّة
وتلوّح بفرحٍ لطائرةٍ ركلت غارتُها
بطن بيتنا الرّيفيّ
حتّى أجهض ما فيه.
كبرتُ وأعلم
أنّي لستُ ندماً رضيعاً
وجدهُ والداي في سلّة
أمام الجامع.
***
كبرتُ كثيراً
ولم أعد أخاف
صرتُ قبل النّوم
أعدُّ أنياب الذّئب الّذي
أكلَ خرافي.
تنديار جاموس

اترك رد