آنا ماريا عون: أعتزّ ببصمتي على تصاميم سيارات “ماكلارين – فورمولا 1”

منبر العراق الحر :

منذ سنوات طويلة بدأ حلم المصممة اللبنانية آنا ماريا عون (35 سنة) بالعمل يوماً ما مع شركة عالمية مثل “ماكلارين” البريطانية، المعروفة بتصنيعها سيارات رياضية فريدة مناسبة لسباقات “الفورمولا 1”.
تقول عون إن شغفها هذا ليس بسبب اسم “ماكلارين” فحسب، بل لأنها من عشاق “الفورمولا وان”.
تحقق الحلم ووصلت الفرصة التي أتاحت لها إثبات جدارتها، وفي حديث خاص للمرة الأولى مع وسيلة إعلامية عربية، روت عون لـ”النهار العربي” كيفية اختيار تصميمها من قبل “ماكلارين” لتكون ثاني سيدة من أصول عربية بعد المصرية المولودة في الإمارات رباب طنطاوي (التي قدمت تصميماً العام الماضي)، تقدّم التصميم الخارجي لسيارة “ماكلارين”، كما تحدثت عن دراستها وحياتها في الإمارات العربية المتحدة وعن أعمالها الفنيّة.
تقول عون إنها ولدت وعاشت في الإمارات، لكنها غالباً ما تزور وطنها لبنان الذي تحمل جنسيته إلى جانب جنسية أخرى من والدتها، ورغم ذلك تكنّ لوطنها الأصلي حباً لا يوصف. أما عن سبب اختيارها اسم “آنا تانغل” الذي تشتهر به في مجالها عالمياً، وهو الاسم الفنّي لعملها تشرح “Tangling ، أو الخطوط المتنامية لأن عملي الفنّي هو شكل من أشكال الرسم التلقائي معروفة بالطريقة البديهية في الرسم (مدرسة خاصة لها قواعدها تعتمد على تنسيق الخطوط)، أبدأ برسم سطر واحد من دون أي توقع لما سيحدث، أترك الخط يأخذني معه، هذا أمر مثير للغاية، فيمكن أن يكون للخط نفسه إمكانات ومسارات لا حصر لها، فالأمر متروك لي ولمخيلتي لاختيار كيفية توجيهها.
وتتابع عن نوعية عملها الفنّي قائلة: “يعتمد هذا الفنّ على التأمل بالدرجة الأولى وعلى التركيز، فمن الخط الواحد أستخرج رموزاً ومسارات لخطوط أخرى تحتاج إلى دقة عالية، وطبعاً التنسيق في الألوان، والأمر لا يتم بالسرعة التي يتوقعها البعض بل تحتاج أياماً وأشهراً”، مضيفة: “لطالما أنجذب بشدة إلى العناصر التي لها أنماط كأنها أشكال بيولوجية وميكانيكية هي عبارة عن أشكال اللوالب والتعرجات والأمواج والشقوق والمشارب”.
اختيار “ماكلارين” لتصميم الرسومات الخارجية لسيارتها جاء بالتعاون مع رعاتها الرئيسيين  Drive by Change و Vuse حيث توفر الأخيرتان منصة لعرض أعمال الفنانين في بريطانيا.
وهذا العام تم اختيار تصميم عون ليكون في سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 أبو ظبي 2022، والذي أقيم الأسبوع الماضي في جزيرة ياس – مارينا، وكانت لمسة آنا عون (تانغلر) الفنية على سيارة MCL36 لمنحها مظهراً جديداً.
ووفق حديثها، فإن التصميم الذي قدمته حافظ على خاصية لوني الأزرق والبرتقالي الناري التي لطالما عُرفت بها هذه السيارات.
“حين علمت أنه تم اختياري من قبل ماكلارين لأكون المصممة الفنية لسياراتها هذا العام، كنت مترددة على قدر ما كنت متحمسة، هذه مسؤولية كبيرة جداً والتحدي ليس سهلاً ويتطلب مجهوداً إضافياً من ناحية التركيز والعمل المتواصل وخلق الفكرة، لم يتوقف الأمر عندي بعد اختيار التصميم، فكنت كل لحظة وفترة وعلى مدار أشهر أعيد بعض التعديلات والإضافات كي أحصل على التصميم الأفضل، وهذا أمر مرهق نفسياً”.
تضيف عون: “بعد التصميم انتقلت إلى مرحلة تنفيذ الرسمات على السيارات، وهذا يتطلب الكثير من المجهود والألوان والدقة العالية، تركيز ذهني وبدني لا يوصف، ربما الناس لا يدركون مدى المجهود الكبير الذي نبذله”.
تميل عون أكثر إلى اختيار اللون الأسود لرسوماتها وتصماميها، لأنها تعتبره لوناً قوياً جداً ومميزاً، لأنه يشكل الضوء، كما تميل في تصاميمها الخاصة بالسيارات إلى الخربشة التي تكون لافتة للعين.
تقول عون إنه لا وقت محدداً للتصاميم والرسومات التي تنفذها على السيارات أو اللوحات أو غيرها، ولا تتقيد بوقت محدد أو تخصص ساعات محددة في اليوم، فيمكن أن نعمل في اليوم ساعة أو ساعات وفق المزاج الفني ووفق توارد الفكرة لذهنها، أحياناً تترك التصميم لأيام ثم تعود إليه لإضفاء فكرة جديدة.
لكنها تؤكد أن تجربتها الأخيرة مع “ماكلارين” تفوق الوصف، فيكفيها أنها استطاعت أن تترك بصمتها كفنانة لبنانية في عالم السيارات الرياضية العالمية.
 وتنتظر حالياً العمل على مشروع آخر تأمل أن يكون بأهمية “ماكلارين”، ولكنها في الوقت الراهن تعمل مع Drive by Change على تطوير مواهب فنية جديدة لتترك بصمتها المستقبلية كما فعلت هي، لأن الحياة، وفق كلامها، تستمر مع أجيال أخرى، معبرة عن اعتزازها بكونها جزءاً من مجتمع يدعم الفنانين الشعبيين بهذه الطريقة.

اترك رد