منبر العراق الحر :
الآن في المنفى
أعيشُ على رغيف الذكريات
أجهّزُ الأشياء بلمسة زرٍ واحد
أتمدّدُ داخل لحظةً ضيقة تتكاثر بالدمع فقط
ارتدي وجهي
الجديد وجلدي السميك المستورد
احتسي قهوة غصتي وأحاول أن أفهم دم الغرباء
وعليّ أن أصفّق لكل عصفورٍ يُقتَل
وأن أتخلّص
من ذكرى العيش المشترك وفورة الحنين والمشاعر
عليّ أن أنسى هؤلاء الذين تشردوا في الحروب
وأكُفُّ عن القلق والتفكير في قمرٍ يغرقُ في عتمة البلاد
أنا المرئية
بعيون الغرباء مثل خريطةٍ وهمية
أسمٌ بلا رائحة وجسدٌ أخفى في صدره، كلّ عواطفه
وخلانه وخيلائه وملوحة دمعه
ونعناع ذاكرته وشجرة حنائه الوحيدة
جسدٌ صبّوه في قالبٍ لينسى ملامحه القديمة.
هند زيتوني