منبر العراق الحر :
تعَارف سكانُ المدينةِ فى عيدٍ من الأعياد
وخرجوا الى الحقول معا
كانت اللغةُ التى يتحدثون بها خضراءَ
تعلَّم أطفالُهم السباحةَ فى النهرِ
و الغناءَ فى الجبل
ووقفت الأجيالُ صفا واحداً
تحرس الحياةَ
والطيبةَ
والأملْ
الى أن ظهر قرب المقابر آخرون
قيل أنهم تائهون
وقيل أنهم هاربون
وقيل أنهم غزاة
كانت عيونُهم ذليلةً
وأسنانُهم كبيرةً
ويتحدثون بثقةٍ جارحةْ
زرعوا الوشاةَ والأمراضَ فى المداخل
والزنازينَ فى الصدور
وحرَّموا الغناءَ فى المواسم
اعتزل الناسُ موتَاهم
ولم تعد للغة الخضراء أجنحة
قيل أن شعراءَ يتحدثونها سرا
فى الضواحي
وبعض الدراويش فى الجبل
أمطرت السماءُ أسوارا غزيرةً
تقف الأجيال الجديدة أمامها
وتبكى
ابراهيم داود