منبر العراق الحر :
أيَّـة هيئـةٍ للسُّلالـةِ الآنَ ؟
وأنا أتشبّـثُ بـأدراجِ الصَّبيحـةِ
وجـسدي لا خـوف فيـه
أو عليـه
“هـدْرومِيـتوم”
ليستْ سوى نظرتُكَ في تلك الصَّبيحة
وهوَتْ ، حالمةً ، على الـوجنةِ الـمـائيَّـةِ
ملـوِّحةً
لحظةَ أيـقـظتْـني شفتـاكَ
لسانُ قُبلـةٍ
شراييـني التي تبحث تحت أوراقِهـا
عشبِهـا
وسحـابٌ بطيء ، غـرْبـاً
ورأيتُ “زامـة” كلَّهـا تـجثم فـوق فـوّهـات الجِـرار
ورأيتُـني أجري في اللاّمكـان
أطرح العظامَ
أتـملّـى بِئْـري هنـاك
وأنتَ تصعق الحجـارةَ وتحوِّلهـا إلى ضوضاء لهـا أطْراف عريـضةٌ
مشبوكـة الـجذيْـراتِ
وكـان مِن عـادة الصَّبـاحاتِ أن تَـنْسلَّ على أطـرافِ أصابعِهـا
وتَـدخلُ الجلـد
وأنتَ تَـهـجِس بـاُسمي
*
خُـذ وَبَـر الـثعـالب واُدخلْ إلـيّ
كـشمس تَـظهر للـقـطرس
ومـرّغْ عــاداتِــكَ كُلـها ، لـتَسريَ ، حيث تـروح الـجذورُ كـالمـراكِـبِ
أو تُطيـل مُكـوثهـا
وهـي تنبـضُ فـي هذه الحجارة
اِسـألْ الـبيتَ فـهو يَـدري
هل للـمطر أبٌ ؟
آبْ
أغنيـةٌ صغيـرةٌ
جليـدُ كل هذي الكهـوفِ
وكلُّ النـوافذ تَـحترق
لمْ تَـهجـر البذرةُ مـوْقِـدهـا القديـم حبيـبـي
تركُض
تركضُ في “نيـابولِيـس”، كلُّ السُّلالـةِ
تَـنزلـق كالأنقـليـس
هروَلـةُ الدفء على الـصمتِ
فراشـةٌ ليليَّـة واستـدارتْ كـالوردةِ
عظامُ الحشائـشِ واشرأبَّـتْ
تَـدقّ بـبطءٍ
حقـلَ أزْهـارِ الـدِّماءِ
تَـتطلّـعُ بـانتباهٍ
حبيـبـي !
ذاك الضوءُ قبيـلتـي مِن الجبـالِ أتت وبخورهـا
وروّحتْ في ركبتـيّ الـرقاد
أمـازيـغُ في لذْعـة الحليـب الأوّل
لسـانُ قُبلـةٍ
اكتساحـات جمـرٍ
مُستَـنْبت الزهْـر
جـاؤوا
كلّـهم
نُخـاعَ سرْخسٍ
والـسرخسُ الـحيُّ كـالـطيـورِ
حيـن تَـجتمـعُ تيـجـانُ الـهواءِ ، تيـجـانَ هواءٍ
صـافيةً كـالـطَّراوةِ
في السكيـنةِ البيـضـاء
—–
أفراح الجبالي -تونس-