منبر العراق الحر :
في 12 تموز 2012، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 آذار من كل عام بوصفه اليوم الدولي/ العالمي للسعادة و لبيان مؤشرات حدة المشاعر السلبية التي يعاني منها الناس وذلك اعترافا منها بأهمية تلك المشاعر وتأثيرها على البشر ، ولما لها من أهمية في ما يتصل بمقاصد السياسة العامة.
شمل التقرير هذا العام (2023)فقط (137) دولة من اصل عدد الدول المنضوية تحت خيمة الأمم المتحدة البالغ عددها (193) دولة… جاءت فنلندا في المرتبة الأولى كما موقعها في السنوات الخمسة الاخيرة وأوكرانيا بالمرتبة (92) والعراق حلَ في المرتبة(98) و لبنان للسنة الثانية على التوالي وقع في المرتبة (136) و آخر القائمة أي في المرتبة (137) كانت أفغانستان.. و بهذه المناسبة نشر البروفيسور قاسم حسين صالح مقالة تحت عنوان: [السعادة.. لمناسبة يومها الدولي وحالها في العراق] بتاريخ 23.03.2023… وكتب في التوطئة: [ في تقريرها السنوي لهذا العام(2023) تصدرت فنلندة الدول الأسعد عالميا فيما تصدرت الامارات عربيا وجاء العراق في مرتبة متأخرة، وعن احوالها فيه تتحدث هذا المقالة التي لم يتطرق لها التقرير المذكور] انتهى.
ما اثار انتباهي في هذا التقرير و ما نُشر عنه من بعض المساهمين في اعداده و إصداره هو ان هناك جانب أو نَفَسْ سياسي فيه وهذا يمكن ان يلمسه من يتابعه و ما قيل عنه من احد المساهمين فيه و الدليل هو التالي:
1 ـ قال مساهم في التقرير [ان هناك ارتفاع في المشاعر الإيجابية للشعب الاوكراني]… ليتحسن موقع اوكرانيا في سلم التقرير بالقياس للتقرير السابق من مرتبة(98) الى(90) رغم دمار الحرب و مآسيها تلك الجارية على تلك الأرض منذ 24.02.2022 ولليوم واكيد آثارها ستستمر لسنوات و عقود ومست و ستمس أجيال الشعب الاوكراني و المستقبل المظلم المتوقع لتلك الأرض وذلك الشعب مهما كانت او ستكون نتيجة او نتائج هذه الحرب الكبرى..
2 ـ قال مساهم في التقرير: [ان مآسي جائحة كورونا خلال الأعوام الثلاثة الماضية لم تترك اثر على مستوى السعادة العالمي] و هذا كما اظن مُحير و مثير و غريب حيث كورونا و اثارها مست كل الشعوب و تألم منها و لها كل انسان ينطبق عليه وصف انسان و حتى من لم ينطبق عليهم هذا الوصف عكسوا صور من الألم و حاولوا مراعاة مشعار الغير..
3 ـ أشار التقرير الى تحسن موقع إسرائيل في قمة السلم التي كانت فيه منذ التقرير السابق حيث انتقلت في هذا التقرير من الموقع (5) الى الموقع (4) لتأتي بعد ايسلندا (3) و الدنمارك (2) و فلندا (1).
ملاحظة:
https://al-ain.com/article/day-happiness-five-foods-improve-mood
في يوم السعادة العالمي.. 5 أطعمة لتحسين الحالة المزاجية
الطماطم و الحمضيات و الخضار الورقية التوت و السلطات
السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي/1
عبد الرضا حمد جاسم
في 12 تموز 2012، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 آذار من كل عام بوصفه اليوم الدولي/ العالمي للسعادة و لبيان مؤشرات حدة المشاعر السلبية التي يعاني منها الناس وذلك اعترافا منها بأهمية تلك المشاعر وتأثيرها على البشر ، ولما لها من أهمية في ما يتصل بمقاصد السياسة العامة.
شمل التقرير هذا العام (2023)فقط (137) دولة من اصل عدد الدول المنضوية تحت خيمة الأمم المتحدة البالغ عددها (193) دولة… جاءت فنلندا في المرتبة الأولى كما موقعها في السنوات الخمسة الاخيرة وأوكرانيا بالمرتبة (92) والعراق حلَ في المرتبة(98) و لبنان للسنة الثانية على التوالي وقع في المرتبة (136) و آخر القائمة أي في المرتبة (137) كانت أفغانستان.. و بهذه المناسبة نشر البروفيسور قاسم حسين صالح مقالة تحت عنوان: [السعادة.. لمناسبة يومها الدولي وحالها في العراق] بتاريخ 23.03.2023… وكتب في التوطئة: [ في تقريرها السنوي لهذا العام(2023) تصدرت فنلندة الدول الأسعد عالميا فيما تصدرت الامارات عربيا وجاء العراق في مرتبة متأخرة، وعن احوالها فيه تتحدث هذا المقالة التي لم يتطرق لها التقرير المذكور] انتهى.
ما اثار انتباهي في هذا التقرير و ما نُشر عنه من بعض المساهمين في اعداده و إصداره هو ان هناك جانب أو نَفَسْ سياسي فيه وهذا يمكن ان يلمسه من يتابعه و ما قيل عنه من احد المساهمين فيه و الدليل هو التالي:
1 ـ قال مساهم في التقرير [ان هناك ارتفاع في المشاعر الإيجابية للشعب الاوكراني]… ليتحسن موقع اوكرانيا في سلم التقرير بالقياس للتقرير السابق من مرتبة(98) الى(90) رغم دمار الحرب و مآسيها تلك الجارية على تلك الأرض منذ 24.02.2022 ولليوم واكيد آثارها ستستمر لسنوات و عقود ومست و ستمس أجيال الشعب الاوكراني و المستقبل المظلم المتوقع لتلك الأرض وذلك الشعب مهما كانت او ستكون نتيجة او نتائج هذه الحرب الكبرى..
2 ـ قال مساهم في التقرير: [ان مآسي جائحة كورونا خلال الأعوام الثلاثة الماضية لم تترك اثر على مستوى السعادة العالمي] و هذا كما اظن مُحير و مثير و غريب حيث كورونا و اثارها مست كل الشعوب و تألم منها و لها كل انسان ينطبق عليه وصف انسان و حتى من لم ينطبق عليهم هذا الوصف عكسوا صور من الألم و حاولوا مراعاة مشعار الغير..
3 ـ أشار التقرير الى تحسن موقع إسرائيل في قمة السلم التي كانت فيه منذ التقرير السابق حيث انتقلت في هذا التقرير من الموقع (5) الى الموقع (4) لتأتي بعد ايسلندا (3) و الدنمارك (2) و فلندا (1).
ملاحظة:
https://al-ain.com/article/day-happiness-five-foods-improve-mood
في يوم السعادة العالمي.. 5 أطعمة لتحسين الحالة المزاجية
الطماطم و الحمضيات و الخضار الورقية التوت و السلطات
اكيد هناك أسئلة كثيرة تُطرح عن و على و حول السعادة …مثل التالية:
ماهي السعادة و كيف تُقاس؟ هل يمكن للإنسان ان يصنع سعادته او يخلقها؟ ما هي المعايير التي اعتمدتها الأمم المتحدة في انجاز دراستها عن السعادة و النتائج التي طلعت بها علينا؟ هل السعادة تُمنح ام تُكتسب ام تُنتزع؟ هل السعادة مراتب و درجات و منازل؟ هل السعادة لحظات المتعة و اللذة و الرضا و القناعة؟ هل السعادة في الرفاه ،في الحرية، في النجاح، في التفوق و التميز؟ هل المشاهير من الذين حققوا الكثير سعداء؟ هل يؤثر الدماغ و العقل في موضوع سعادة الفرد؟ هل السعادة مشاعر و انفعالات تنتج مواقف و أفعال؟ هل يتمكن الانسان من اختيار السعادة/الحصول عليها/تصنيعها/ انباتها أو انتاجها مختبرياً (كيمياء/فيزياء/بيولوجي) ؟ هل سعادة الفرد من سعادة المجموع ام العكس ؟ هل السعادة حالة طارئة / لحظية؟ هل يمكن تمييز الانسان السعيد عن غير السعيد؟ هل السعادة نواة تدور حولها المخلوقات وفق ثوابت؟ هل من ضمن تركيب جسم الانسان هناك غدة تفرز هرمون السعادة و اليها تعود سعادة الانسان و هل يمكن تنشيط هذه الغدة وقت الحاجة او اذا أصابها قصور او عطب؟ هل مظاهر الرفاهية و السرور و الضحك و التأمل و الحب من علامات السعادة؟ هل الحكام و الملوك و الامراء و المترفين و المتسلطين الذين يملكون الأرض و ما عليها و ما في باطنها سعداء؟ هل القضاة سعداء؟ ما هي السبل التي تؤدي الى السعادة؟ هل هناك شعب/ مجتمع/مجموعة سعيد/سعيدة و أخرى غير ذلك و ما هي صور السعادة هنا؟ هل يستطيع الانسان ان يكون سعيداً في وسط غير سعيد او طارد للسعادة؟ هل تحقيق /توفير الاحتياجات يؤدي الى السعادة؟ هل تحقق احتياجات الفرد بالطرق الملتوية و غير الشريفة (الفساد) تجلب له السعادة؟ هل الحب و الابداع و النجاح و التفوق و الانشراح و البهجة و الاطمئنان من علامات ساعة السعادة؟ هل السعادة هي المدينة الفاضلة التي تتغنى بها دواخل النفس البشرية؟ هل للسعادة حراس و مدافعين و متابعين و عاملين؟ هل الجغرافية تؤثر على السعادة؟ هل للكوارث الطبيعية المتوقع حصولها في أي لحظة و أي مكان تأثير على السعادة؟ هل الياباني سعيد…هل الفنلندي سعيد…هل الأمريكي سعيد…هل من يعيش في الادغال سعيد و كيف التحقق من ذلك؟
شخصياً اعتقد ان السعادة فردية/ ذهنية و لا اعتقد انها تكتمل دون ان تكون جماعية إنسانية وهي في لبنتها الأولى كما أتصور ايضاً ان يعرف الانسان نفسه بدقة و يتعامل معها بصراحة تامة بينه و بين نفسه و يبدع في فعالياته الإرادية أولاً و يحاول مع أللإرادية بشكل متطور ليكون هذا التطور هو سُلَّمْ للسعادة…اعتقد ان السعادة في الابتكار والتطوير و الإخلاص و الإنتاج…و وفق ذلك اعتقد ان السعادة نادرة فردياً و جماعياً و تتعقد و تتشوه صورتها و معناها بمرور الوقت ومع مرور الوقت تحيط بها شرنقة التعاسة الصلدة. والسعادة لحظات عابرة يمكن ان تنتهي بكارثة اذا لم يُحسن ادارتها… اعتقد ان انسان اليوم هو العدو الأول للسعادة، سعادته و سعادة الغير.
بعد البكاء الاول للوليد الناتج عن اعتراضه الواعي / ردت فعله على انتزاعه من مكان الأمان الذي تكَّون فيه وتَصَّور ،أي رحم الام الذي سد و يسد كل احتياجاته دون بيع او شراء او تهديد او مساومات او مزايدات او اهانات. بعد ذلك الرفض او الاعتراض يشعر الطفل ان عليه القبول بالأمر الواقع و التأقلم معه وبالذات تحت تأثير الفرح و السعادة التي يلمسها عند من يحيط به حيث يعمل الى ان يتأقلم مع هذه الأجواء ليطمئن انه اشاع البهجة عند محيطه الذي سد له كل احتياجاته في عالمه الجديد و بالذات بعد ان يعيش الدفأ مرة أخرى بعد دفئ الرحم…السعادة كما اظن هي الحلم الذي لم يتحقق و حَّيَرَ و يُحَّير الانسان في محاولاته تفسير ذلك الحلم ومحاولاته وضع الأسس اللازمة للوصول اليها تلك الأسس التي تساعد على انباتها في الواقع سواء بمفرده او بتعاون المحيط الذي يعيش فيه بحلقته ألأولى او الحلقات التاليات لها.
و انا ابحث عن السعادة في الحياة العامة و في الأرشيف و المصادر صُدمت و لم اُصْدَمْ بما صار امامي فأغلب المنشور عنها: قال افلاطون و قال سقراط وقال نيتشه و قال كانط و قال غيرهم و لا اعلم ما علاقة هؤلاء الفلاسفة و ظروف زمانهم و مكانهم و الناس المحيطين بهم و معاناتهم وحياتهم واحتياجاتهم و سعادتهم بسعادة ناس اليوم فهل احتياجات الناس زمن افلاطون وسقراط و نيتشه هي احتياجات انسان اليوم وهل ظروفهم كما ظروفنا اليوم و هل طموحات الناس المحيطين بهم تقترب من تشعب طموحات انسان اليوم وهل المشاعر السلبية و الايجابية في مسيرتهم الحياتية هي نفسها المشاعر السلبية و الإيجابية التي تحيط بناس هذه الأيام و هل تزاحم و تصارع البشر و أدوات ذلك ووسائله وقتهم تقترب لحالها اليوم.
سينتفض بوجهي البعض لهذا الطرح و يقول : الانسان بحث و يبحث عن الرضا و الاطمئنان و الأمان ووسائل العيش الكريم في كل زمان و مكان، لا بأس لكن أقول هل كان البحث عن وسائل العيش الكريم مسيرة سهلة و جميلة بحيث لم تنتج التقاتل و التحارب و الحرائق و الاضرار و امامنا هابيل و قابيل حيث تقاتلا و هم مؤتمنين على كل الأرض و خيراتها و لا منافس لهما””حسب الرواية!!!””…هل هناك انسان سعيد في تلك الحقبة و هو الذي يعيش القلق في محيطة من علية القوم و الطبيعة بإفرازاتها من ظواهر و امراض و القلق على معيشته و من معه مع ندرة المتوفر (كمية و نوعية)…انا اعتقد ان طرح الأساتذة افلاطون و سقراط و نيتشه و غيرهم من الذين قبلهم وبعدهم دليل على انها مفقودة او غير معروفة او ملموسة على زمانهم لذلك طرحوها كفلاسفة و اختلفوا عليها و على معاييرها ….لا اعتقد ان سقراط عرف السعادة لكن ربما صنعها لنفسه من خلال الفلسفة حيث كان من يحيط به من الناس يعرفون حاله و حالته والقريبين منه يعرف انه كان مهتم بالنفس الإنسانية و القول وقائله و الرضا من النفس وهذه لا تترك له مجال للشعور بالسعادة حيث انه يعيش القلق في تفسيرها و التفكير بها وربما يعتبره البعض من الزنادقة و افلاطون عرفها بالعقل و لم يلمسها او يعيشها رغم جمهوريته الفاضلة التي ربما نشدَ السعادة بالعمل على ايجادها او اكتفى بأنه طرحها و تمناها و تخيلها فأسعدته ب (الفضيلة و الشجاعة و الحكمة) .و اخرون قالوا بعد ان عجزوا ان الإرادة هي التي تنتج السعادة او ترسمها او تُشعر الشخص بها…حيث الأفعال الارادية تُحقق وجود النفس و تُشَّرِفْ الانسان لأنها فضيلة و تمنع الانسان من إيقاع الضرر بنفسه و بالغير…و اختلفوا هنا حول الفضيلة و تفسيرها وهل هي العدل او الرحمة و تفرقوا في كيفية الوصول اليها و وتوصيفها و تفسيرها و تحديد معانيها و صورها و اشكالها و كل خير فضيلة و كل عدل فضيلة و كل صحيح فضيلة و كل دقة و ابداع فضيلة.
اما طرحها اليوم فهي رغبة انسان هذا الزمان في البحث عن شيء مفقود/ غير مرئي او يمكن تَلَّمسه اليوم وهو من تركات أفكار و طموحات ذلك الزمان حيث اخذوا الكلمة فقط “سعادة” و رغبوا في البحث فيها ليتيهوا كما تاه السابقون و انسان هذه الأيام راغب حد الغرام بأن يكرر ما قيل…طروحات الأمس طرحها فلاسفة اما طروحات اليوم فهي إعلامية تجارية سياسية تحيط بها شكوك وإلا هل يتجرأ احد ليقول بوجودها و تحت يافطتها العريضة و يربطها باحتياجات الانسان التي لا تُقارن باحتياجات الناس وقت الفلاسفة ولو ان سد كل تلك الاحتياجات لا تعني غير الوصول المؤقت للحظة الرضا التي تثير القلق و ليس السعادة لان الرضا سينتهي ربما بعد دقائق او في اليوم التالي حيث يعود الانسان الى التجهم و التعاسة وهو يفكر بفقدانها وصعوبة الحصول عليها…و دليل ان سد الاحتياجات لا تجلب او تقيم او تنتج السعادة هو حال الدولة الأسعد الأولى للسنوات الأخيرة و اقصد فلندا حيث انها رغم سد الاحتياجات تُعتبر الدولة التي تنخرها الكأبة و ان الانتحار فيها من طرق الرغبة في رؤية او تلمس السعادة…حيث تتحدث الأرقام عن ارتفاع حالات القلق و الكآبة و الانتحار في فلندا و كل بلدان قمة تقرير السعادة(الاسكندنافية) بحيث قيل للتندر: [ان حالات الانتحار و الكآبة تتناسب طردياً مع السعادة].
الغريب لم اعثر وقد يكون قصور مني على من قال بشأنها هذه الأيام قولاً خارج قول أولئك الفلاسفة…وكل او اغلب اقوال و طروحات اليوم لا تخرج عن تلك الطروحات بعد ان جعلوها نصوص مقدسة” نقل حرفي بتعظيم” وبعضها تجاسر كاتبها و قدم واْخَرَ فيها او ابدل هذه الكلمة بأختها و تلك العبارة برديفتها و اللغة العربية بحر كلمات و معاني.
لقد بيَّن البروفيسور قاسم حسين صالح رأيه بالسعادة في مقالته: [رسالة إلى نفسي] بتاريخ 02.10.2009 حيث كتب التالي: [ والواقع أن كثيرين منّا يحمل مفهوما مثاليا عن السعادة، وهؤلاء لن يصلوا لها ولا يستمتعوا بالحياة . فالسعادة الواقعية لها معياران : أن يكون وضعك الحالي أفضل مما كنت عليه، وأن تكون بمستوى أقرانك في الوظيفة أو المهنة أو المكانتين الاجتماعية والاقتصادية…] انتهى
مقالة البروفيسور قاسم حسين صالح التي يُشكر عليها لتفرده بطرح موضوع السعادة هي موضوع المناقشة في التاليات لأنها من أستاذ متخصص بعلم النفس وكونه طرح رأي علم النفس وهو احد المتمرسين بعلم النفس حيث كتب: [وصف علم النفس في بداياته بأن السعادة هي نتائج الشعور أو الوصول لدرجة رضا الفرد عن حياته أو جودة حياته، أو أنّها الشعور المُتكرر لانفعالات ومشاعر سارّة فيها الكثير من الفرح والانبساط.. ما يعني أنّ السعادة برأيه مفهومٌ يتحدّد بحالة أو طبيعة الفرد، فهو من يقرر سعادته من تعاسته]انتهى. وطرح في مقالته: [رسالة إلى نفسي] بتاريخ 02.10.2009 رأيه او تفسيره او تعريفه للسعادة حيث كتب التالي: [ والواقع أن كثيرين منّا يحمل مفهوما مثاليا عن السعادة، وهؤلاء لن يصلوا لها ولا يستمتعوا بالحياة . فالسعادة الواقعية لها معياران : أن يكون وضعك الحالي أفضل مما كنت عليه، وأن تكون بمستوى أقرانك في الوظيفة أو المهنة أو المكانتين الاجتماعية والاقتصادية…] انتهى
و اختار البروفيسور قاسم حسين صالح معايير السعادة التي يبدو انه يعتمدها وحددها بالاحتياجات و اعتمد هنا هرم ماسلو حيث كتب التالي: [يعد هرم ماسلو للحاجات افضل نظرية بعلم النفس عن السعادة برغم انها ما كانت خاصة بها] انتهى.
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم
اكيد هناك أسئلة كثيرة تُطرح عن و على و حول السعادة …مثل التالية:
ماهي السعادة و كيف تُقاس؟ هل يمكن للإنسان ان يصنع سعادته او يخلقها؟ ما هي المعايير التي اعتمدتها الأمم المتحدة في انجاز دراستها عن السعادة و النتائج التي طلعت بها علينا؟ هل السعادة تُمنح ام تُكتسب ام تُنتزع؟ هل السعادة مراتب و درجات و منازل؟ هل السعادة لحظات المتعة و اللذة و الرضا و القناعة؟ هل السعادة في الرفاه ،في الحرية، في النجاح، في التفوق و التميز؟ هل المشاهير من الذين حققوا الكثير سعداء؟ هل يؤثر الدماغ و العقل في موضوع سعادة الفرد؟ هل السعادة مشاعر و انفعالات تنتج مواقف و أفعال؟ هل يتمكن الانسان من اختيار السعادة/الحصول عليها/تصنيعها/ انباتها أو انتاجها مختبرياً (كيمياء/فيزياء/بيولوجي) ؟ هل سعادة الفرد من سعادة المجموع ام العكس ؟ هل السعادة حالة طارئة / لحظية؟ هل يمكن تمييز الانسان السعيد عن غير السعيد؟ هل السعادة نواة تدور حولها المخلوقات وفق ثوابت؟ هل من ضمن تركيب جسم الانسان هناك غدة تفرز هرمون السعادة و اليها تعود سعادة الانسان و هل يمكن تنشيط هذه الغدة وقت الحاجة او اذا أصابها قصور او عطب؟ هل مظاهر الرفاهية و السرور و الضحك و التأمل و الحب من علامات السعادة؟ هل الحكام و الملوك و الامراء و المترفين و المتسلطين الذين يملكون الأرض و ما عليها و ما في باطنها سعداء؟ هل القضاة سعداء؟ ما هي السبل التي تؤدي الى السعادة؟ هل هناك شعب/ مجتمع/مجموعة سعيد/سعيدة و أخرى غير ذلك و ما هي صور السعادة هنا؟ هل يستطيع الانسان ان يكون سعيداً في وسط غير سعيد او طارد للسعادة؟ هل تحقيق /توفير الاحتياجات يؤدي الى السعادة؟ هل تحقق احتياجات الفرد بالطرق الملتوية و غير الشريفة (الفساد) تجلب له السعادة؟ هل الحب و الابداع و النجاح و التفوق و الانشراح و البهجة و الاطمئنان من علامات ساعة السعادة؟ هل السعادة هي المدينة الفاضلة التي تتغنى بها دواخل النفس البشرية؟ هل للسعادة حراس و مدافعين و متابعين و عاملين؟ هل الجغرافية تؤثر على السعادة؟ هل للكوارث الطبيعية المتوقع حصولها في أي لحظة و أي مكان تأثير على السعادة؟ هل الياباني سعيد…هل الفنلندي سعيد…هل الأمريكي سعيد…هل من يعيش في الادغال سعيد و كيف التحقق من ذلك؟
شخصياً اعتقد ان السعادة فردية/ ذهنية و لا اعتقد انها تكتمل دون ان تكون جماعية إنسانية وهي في لبنتها الأولى كما أتصور ايضاً ان يعرف الانسان نفسه بدقة و يتعامل معها بصراحة تامة بينه و بين نفسه و يبدع في فعالياته الإرادية أولاً و يحاول مع أللإرادية بشكل متطور ليكون هذا التطور هو سُلَّمْ للسعادة…اعتقد ان السعادة في الابتكار والتطوير و الإخلاص و الإنتاج…و وفق ذلك اعتقد ان السعادة نادرة فردياً و جماعياً و تتعقد و تتشوه صورتها و معناها بمرور الوقت ومع مرور الوقت تحيط بها شرنقة التعاسة الصلدة. والسعادة لحظات عابرة يمكن ان تنتهي بكارثة اذا لم يُحسن ادارتها… اعتقد ان انسان اليوم هو العدو الأول للسعادة، سعادته و سعادة الغير.
بعد البكاء الاول للوليد الناتج عن اعتراضه الواعي / ردت فعله على انتزاعه من مكان الأمان الذي تكَّون فيه وتَصَّور ،أي رحم الام الذي سد و يسد كل احتياجاته دون بيع او شراء او تهديد او مساومات او مزايدات او اهانات. بعد ذلك الرفض او الاعتراض يشعر الطفل ان عليه القبول بالأمر الواقع و التأقلم معه وبالذات تحت تأثير الفرح و السعادة التي يلمسها عند من يحيط به حيث يعمل الى ان يتأقلم مع هذه الأجواء ليطمئن انه اشاع البهجة عند محيطه الذي سد له كل احتياجاته في عالمه الجديد و بالذات بعد ان يعيش الدفأ مرة أخرى بعد دفئ الرحم…السعادة كما اظن هي الحلم الذي لم يتحقق و حَّيَرَ و يُحَّير الانسان في محاولاته تفسير ذلك الحلم ومحاولاته وضع الأسس اللازمة للوصول اليها تلك الأسس التي تساعد على انباتها في الواقع سواء بمفرده او بتعاون المحيط الذي يعيش فيه بحلقته ألأولى او الحلقات التاليات لها.
و انا ابحث عن السعادة في الحياة العامة و في الأرشيف و المصادر صُدمت و لم اُصْدَمْ بما صار امامي فأغلب المنشور عنها: قال افلاطون و قال سقراط وقال نيتشه و قال كانط و قال غيرهم و لا اعلم ما علاقة هؤلاء الفلاسفة و ظروف زمانهم و مكانهم و الناس المحيطين بهم و معاناتهم وحياتهم واحتياجاتهم و سعادتهم بسعادة ناس اليوم فهل احتياجات الناس زمن افلاطون وسقراط و نيتشه هي احتياجات انسان اليوم وهل ظروفهم كما ظروفنا اليوم و هل طموحات الناس المحيطين بهم تقترب من تشعب طموحات انسان اليوم وهل المشاعر السلبية و الايجابية في مسيرتهم الحياتية هي نفسها المشاعر السلبية و الإيجابية التي تحيط بناس هذه الأيام و هل تزاحم و تصارع البشر و أدوات ذلك ووسائله وقتهم تقترب لحالها اليوم.
سينتفض بوجهي البعض لهذا الطرح و يقول : الانسان بحث و يبحث عن الرضا و الاطمئنان و الأمان ووسائل العيش الكريم في كل زمان و مكان، لا بأس لكن أقول هل كان البحث عن وسائل العيش الكريم مسيرة سهلة و جميلة بحيث لم تنتج التقاتل و التحارب و الحرائق و الاضرار و امامنا هابيل و قابيل حيث تقاتلا و هم مؤتمنين على كل الأرض و خيراتها و لا منافس لهما””حسب الرواية!!!””…هل هناك انسان سعيد في تلك الحقبة و هو الذي يعيش القلق في محيطة من علية القوم و الطبيعة بإفرازاتها من ظواهر و امراض و القلق على معيشته و من معه مع ندرة المتوفر (كمية و نوعية)…انا اعتقد ان طرح الأساتذة افلاطون و سقراط و نيتشه و غيرهم من الذين قبلهم وبعدهم دليل على انها مفقودة او غير معروفة او ملموسة على زمانهم لذلك طرحوها كفلاسفة و اختلفوا عليها و على معاييرها ….لا اعتقد ان سقراط عرف السعادة لكن ربما صنعها لنفسه من خلال الفلسفة حيث كان من يحيط به من الناس يعرفون حاله و حالته والقريبين منه يعرف انه كان مهتم بالنفس الإنسانية و القول وقائله و الرضا من النفس وهذه لا تترك له مجال للشعور بالسعادة حيث انه يعيش القلق في تفسيرها و التفكير بها وربما يعتبره البعض من الزنادقة و افلاطون عرفها بالعقل و لم يلمسها او يعيشها رغم جمهوريته الفاضلة التي ربما نشدَ السعادة بالعمل على ايجادها او اكتفى بأنه طرحها و تمناها و تخيلها فأسعدته ب (الفضيلة و الشجاعة و الحكمة) .و اخرون قالوا بعد ان عجزوا ان الإرادة هي التي تنتج السعادة او ترسمها او تُشعر الشخص بها…حيث الأفعال الارادية تُحقق وجود النفس و تُشَّرِفْ الانسان لأنها فضيلة و تمنع الانسان من إيقاع الضرر بنفسه و بالغير…و اختلفوا هنا حول الفضيلة و تفسيرها وهل هي العدل او الرحمة و تفرقوا في كيفية الوصول اليها و وتوصيفها و تفسيرها و تحديد معانيها و صورها و اشكالها و كل خير فضيلة و كل عدل فضيلة و كل صحيح فضيلة و كل دقة و ابداع فضيلة.
اما طرحها اليوم فهي رغبة انسان هذا الزمان في البحث عن شيء مفقود/ غير مرئي او يمكن تَلَّمسه اليوم وهو من تركات أفكار و طموحات ذلك الزمان حيث اخذوا الكلمة فقط “سعادة” و رغبوا في البحث فيها ليتيهوا كما تاه السابقون و انسان هذه الأيام راغب حد الغرام بأن يكرر ما قيل…طروحات الأمس طرحها فلاسفة اما طروحات اليوم فهي إعلامية تجارية سياسية تحيط بها شكوك وإلا هل يتجرأ احد ليقول بوجودها و تحت يافطتها العريضة و يربطها باحتياجات الانسان التي لا تُقارن باحتياجات الناس وقت الفلاسفة ولو ان سد كل تلك الاحتياجات لا تعني غير الوصول المؤقت للحظة الرضا التي تثير القلق و ليس السعادة لان الرضا سينتهي ربما بعد دقائق او في اليوم التالي حيث يعود الانسان الى التجهم و التعاسة وهو يفكر بفقدانها وصعوبة الحصول عليها…و دليل ان سد الاحتياجات لا تجلب او تقيم او تنتج السعادة هو حال الدولة الأسعد الأولى للسنوات الأخيرة و اقصد فلندا حيث انها رغم سد الاحتياجات تُعتبر الدولة التي تنخرها الكأبة و ان الانتحار فيها من طرق الرغبة في رؤية او تلمس السعادة…حيث تتحدث الأرقام عن ارتفاع حالات القلق و الكآبة و الانتحار في فلندا و كل بلدان قمة تقرير السعادة(الاسكندنافية) بحيث قيل للتندر: [ان حالات الانتحار و الكآبة تتناسب طردياً مع السعادة].
الغريب لم اعثر وقد يكون قصور مني على من قال بشأنها هذه الأيام قولاً خارج قول أولئك الفلاسفة…وكل او اغلب اقوال و طروحات اليوم لا تخرج عن تلك الطروحات بعد ان جعلوها نصوص مقدسة” نقل حرفي بتعظيم” وبعضها تجاسر كاتبها و قدم واْخَرَ فيها او ابدل هذه الكلمة بأختها و تلك العبارة برديفتها و اللغة العربية بحر كلمات و معاني.
لقد بيَّن البروفيسور قاسم حسين صالح رأيه بالسعادة في مقالته: [رسالة إلى نفسي] بتاريخ 02.10.2009 حيث كتب التالي: [ والواقع أن كثيرين منّا يحمل مفهوما مثاليا عن السعادة، وهؤلاء لن يصلوا لها ولا يستمتعوا بالحياة . فالسعادة الواقعية لها معياران : أن يكون وضعك الحالي أفضل مما كنت عليه، وأن تكون بمستوى أقرانك في الوظيفة أو المهنة أو المكانتين الاجتماعية والاقتصادية…] انتهى
مقالة البروفيسور قاسم حسين صالح التي يُشكر عليها لتفرده بطرح موضوع السعادة هي موضوع المناقشة في التاليات لأنها من أستاذ متخصص بعلم النفس وكونه طرح رأي علم النفس وهو احد المتمرسين بعلم النفس حيث كتب: [وصف علم النفس في بداياته بأن السعادة هي نتائج الشعور أو الوصول لدرجة رضا الفرد عن حياته أو جودة حياته، أو أنّها الشعور المُتكرر لانفعالات ومشاعر سارّة فيها الكثير من الفرح والانبساط.. ما يعني أنّ السعادة برأيه مفهومٌ يتحدّد بحالة أو طبيعة الفرد، فهو من يقرر سعادته من تعاسته]انتهى. وطرح في مقالته: [رسالة إلى نفسي] بتاريخ 02.10.2009 رأيه او تفسيره او تعريفه للسعادة حيث كتب التالي: [ والواقع أن كثيرين منّا يحمل مفهوما مثاليا عن السعادة، وهؤلاء لن يصلوا لها ولا يستمتعوا بالحياة . فالسعادة الواقعية لها معياران : أن يكون وضعك الحالي أفضل مما كنت عليه، وأن تكون بمستوى أقرانك في الوظيفة أو المهنة أو المكانتين الاجتماعية والاقتصادية…] انتهى
و اختار البروفيسور قاسم حسين صالح معايير السعادة التي يبدو انه يعتمدها وحددها بالاحتياجات و اعتمد هنا هرم ماسلو حيث كتب التالي: [يعد هرم ماسلو للحاجات افضل نظرية بعلم النفس عن السعادة برغم انها ما كانت خاصة بها] انتهى.
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم