منبر العراق الحر :
بعد ما يزيد على ثمانية أعوام من الحرب الظالمة على اليمن ، هنا، للتاريخ، نكتب ونقول، إنّ اليمنيين فاجأوا الجميع ونجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة الحرب السعودية- الأمريكية ، ونجحوا ببناء وتجهيز إطار عام للردّ على هذه الحرب،وتزامناً مع اندفاعة السعودي ،لفرض حلول سياسية للملف اليمني ، بعد فشل محاولة فرض معادلة عسكرية صفرية على كل قوى الداخل اليمني المناهضة للعدوان السعودي – الأمريكي على اليمن ، فـ الصمود اليمني طيلة الفترة الماضية، هو رسالة يمنية واضحة للسعودي وللأمريكي ،مفادها أن المعادلة العسكرية في اليمن قد تغيرت ،خصوصاً أنّ المناخ العام في الداخل اليمني والمرتبط بالأحداث الإقليمية والدولية، بدأ يشير بوضوح، إلى أنّ اليمن أصبح عبارة عن بلد يقع على فوهة بركان، قد تنفجر تحت ضغط الخارج، لتفجر الإقليم بكامله.
وهنا وعند الحديث عن السعودي ،فـ قبل ما يزيد على ثمانية أعوام ، حدّد السعودي ، خلال مسار الحرب على اليمن والمسمّى، حينها، بـ «عاصفة الحزم»، بنك أهداف تضمّن بنى تحتية ومرافق حيوية ومجموعة مطارات وقواعد عسكرية يمنية، وتمّ تدمير بنك الأهداف هذا كاملاً ، كما يتحدث السعوديين ، وقد برّر السعودي عدوانه هذا، بحجة الدفاع عن شرعية عبد ربه منصور هادي، ومن جهة أخرى، وقف تقدم «أنصار الله» والجيش اليمني ، باتجاه مدينة عدن، مقرّ الرئيس هادي حينها ،وحينها وصف بعض الساسة السعوديين، هذه العملية، بـ «الصفعة القوية للتمدّد الايراني في المنطقة العربية»،في المحصلة وبغضّ النظر عن الأسباب المعلنة أو المخفية، وراء الكواليس للعدوان السعودي ـ الأميركي على الدولة اليمنية، يمكن القول اليوم وبعد ثمانية أعوام ، من الحرب على اليمن، أنّ السعودي تيقن أنه ذهب برجليه ، إلى مغامرة غير محسوبة النتائج ، ستكون لها تداعيات ونتائج خطيرة، بل خطيرة جداً ، على السعودي نفسه ، بحال الأستمرار بها .
ومع استمرار الصمود اليمني ،وتيقن السعودي، من عدم جدوى الرهان على الحسم العسكري في اليمن ،بعد حجم الخسائر الهائل مادياً وعسكرياً التي تعرض لها السعودي في اليمن ، وهنا، لا يمكن، أبداً، فصل مسار اصلاح وتطبيع العلاقات السعودية مع سورية والعراق وإيران ..وو..ألخ، عن الأحداث والملف اليمني، فهناك معادلة شاملة لكلّ الأحداث والحروب والصراعات التي تعصف بالمنطقة، ومن الطبيعي، أن تكون لهذه المعادلة تداعيات مستقبلية على جميع دول المنطقة،وهنا نؤكد على ان تراجع السعودي عن سياسته في حربه على اليمن، ما هو الا الحلّ الوحيد للملف اليمني، فـ محاولة اقناع الطرف الاخر بالتفاوض عبر الحرب ومحاولة إخضاع الطرف الآخر بالقوة، لإجباره على تقديم التنازلات، ربما تصلح هذه المعادلة في دول أخرى، لكن في دولة كاليمن، لا يمكن أن تصلح أبداً، لاعتبارات عدة.
ختاماً، يبدو أنّ الأيام المقبلة، ستحمل المزيد من التطورات السياسية الايجابية على الساحة اليمنية، فالتطورات السياسية، من المتوقع أن تكون لها تداعيات عدة، سنشهدها مع مرور الأيام ،ومن هنا، سننتظر المقبل من الأيام، لنقرأ هذه التطورات بشكل واضح.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com