منبر العراق الحر :
حلّ الذُهولُ بخاطري وشُعوري
وتصحّرتْ رُوحي وغابَ سُروري
صمْتٌ وحُزنٌ قد أذابا مُهجتي
ذوبَ الشمُوعِ بمعْبَدٍ مَهجورِ
وَتعبتُ من ليلي ومن آهاتهِ
وبقيتُ في قلقي وفي تفكيري
لن تَفهَمَ الحيطانُ شجوَ حزينةٍ
أو تسْمعَ القُضبانُ نَوحَ أسيرِ
أبكي ؟ وهل يُجدي البُكاءُ لمنْ رأتْ
تحتَ الرُكامِ يموتُ وَرْدُ الجوري؟
قلبي توَشَّحَ بالسوادِ على رُبى
حلبٍ وَفوقَ تُرابِها المَعطورِ
وَعلى ضحايا ذلكَ الزلزالُ في
شتّى البقاعِ نَثَرتُ عطْرَ زُهوري
وَوَقفتُ باكيةً لمنْ قد رُوِّعوا
وَتَدَثَّروا بجنادلٍ وَصُخُورِ
والشِعْرُ مِرسالُ المَحبّةِ بيننا
وإلى جَميعِ الناسِ خيرُ سَفيرِ
وَأُراقبُ الأحداثَ في رُوحٍ بَدتْ
فَوق الحُطامِ تَدورُ كالعُصْفورِ
أرمي على الأرضِ الخَرابِ مَدامعي
وأنا أدورُ أدورُ كالناعورِ
وَأُهادنُ الأحزانَ وهي تلوحُ في
كلِّ الرؤى وَتسيلُ بينَ سطوري
آهٍ من الدُنيا وَمن وَيلاتِها
سَكبتْ لهيبَ الجَمْرِ فوقَ شُعوري
وأنا بقلبٍ مُؤمنٍ أمْضي إلى
أملٍ يُعيدُ بشاشتي وَحُبوري
بَلدي وَمهْما قلتُ عن أمجادِها
وَجمالِها سَيخونني تعْبيري
مَنْ يوصلُ الدَمعَ الغزيرَ ليرتوي
من مُقلَتيَّ الياسمينُ السُوري
آمنتُ باللهِ الذي لامَهْرَبٌ
أو مَلْجأٌ من حُكْمهِ المَقدورِ
سألَمْلِمُ النَجماتِ من أملي عَسى
يوماً يَعودُ لها بريقُ النُورِ
آهٍ على حلبٍ وكمْ ذكرى بها
بقيتْ كمثلِ اللؤلؤِ المنثورِ
وَطريقُ مدرستي بها وَرَفيقتي
نمْشي معاً في الشارعِ الممْطورِ
فمتى بقلعَتها ألوذُ وأتّكي
وأرى ابتهاجَ الشَمْسِ فوقَ الدُورِ
بلَدي وَمهما غبتُ عنْ أفنانها
تبقى أصُولي عندها وجُذوري
#ليلاس زرزور