منبر العراق الحر :دخلت الحرب في غزة يومها الـ134 فيما يخيم شبح كارثة إنسانية على رفح التي تترقب عملية عسكرية إسرائيلية، تزامنا مع المفاوضات في مصر حول الهدنة وإطلاق الأسرى والرهائن.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن الكوادر الصحية في مستشفى الأمل بخان يونس تواصل جهود إغاثة الجرحى والمرضى رغم استمرار الحصار الإسرائيلي.
وأضاف الهلال الأحمر في بيان له اليوم السبت: “تعرضت طواقمنا في مستشفى الأمل للتنكيل، وقوات الاحتلال صادرت الأموال وخربت الأقسام فيه”، مشيرا إلى أن “ما تقوم به قوات الاحتلال في مستشفى الأمل جرائم حرب تعيق عملنا الإنساني”.
في غضون ذلك، يتزايد القلق حيال وضع المرضى المحاصرين في مستشفى ناصر بخان يونس في غزة، الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي وادعى أنه عثر فيه على أسلحة و”إرهابيين”، فيما نددت حركة “حماس” بوفاة عدد كبير من المرضى.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة مقتل 4 صحفيين فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي على أهداف متفرقة في قطاع غزة، وارتفاع حصيلة القتلى الصحفيين إلى 130 منذ 7 أكتوبر الماضي.
قال المكتب في بيان: “ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 130 صحفيا وصحفية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة بعد استشهاد 4 صحفيين في غارات إسرائيلية متفرقة على أنحاء القطاع”.
وأضاف أن “الزملاء الصحفيين الأربعة الذين ارتقوا هم: زيد أبو زايد مدير إذاعة القرآن الكريم، وياسر ممدوح الصحفي في وكالة كنعان الإعلامية المحلية، ومحمد رسلان شنيورة، ومحمود مشتهى الصحفيان في وكالة الساحل للإعلام”.
وحذرت وسائل إعلام فلسطينية ودولية مرارا من استهداف الجيش الإسرائيلي للطواقم الإعلامية، ودعت إلى توفير الحماية لهم، وسط تجاهل إسرائيلي لتلك الدعوات.
فيما قال ناحوم بارنياع، كبير محللي صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن جيش بلاده ارتكب أعمال نهب وهدم غير مبررة طالت منازل الفلسطينيين في غزة.
وقال إن هذه الممارسات تلحق ضررا هائلا بإسرائيل وتستخدم ضدها أمام محكمة العدل الدولية.
وكتب في مقال للصحيفة أنه “في إحدى الحالات، صدر أمر بهدم منزل واحد في أحد الأحياء شمال قطاع غزة. أمر قائد كبير بتدمير جميع المنازل ليس لأنه مضطر لذلك، بل لأنه يستطيع إصدار أمر الهدم”.
وأضاف: “قرار تفجير مبنى المجلس التشريعي في غزة (البرلمان المؤقت) لم يعجب هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، فقد صدر عن قائد ميداني، ولم يكن له أي مبرر عملي، وكان الضرر عظيما”.
وأشار إلى ان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أقر بوقوع أعمال نهب.
وقال المحلل: “رئيس الأركان يحرص في كل زيارة له إلى الميدان على تذكير القادة والجنود بما هو غير مسموح به، ويتحدث عن النهب، وعن كسر الانضباط، وعن الكتابة غير الضرورية على الجدران”.
واستدرك: “بعض القادة لا يحبون هذا الحديث وقالوا له إن ذلك قد يضر بالروح المعنوية”.
كما أشار بارنياع إلى “قيام جنود إسرائيليين بالتقاط مقاطع فيديو”، وهي توثق الفظائع الإسرائيلية ويمكن أن تكون دليلا يدين ممارسات تل أبيب.
وقال: “محقق في الوحدة 504 التقط صورة وهو يقف فوق معتقل عارٍ”، مضيفا: “تم تصوير ضابط وهو يصرخ ‘اسمع إسرائيل’ (وهي صلاة إسرائيلية) وهو يفجر مسجدا”.
وحذر بارنياع من أن الضرر الذي يلحق بإسرائيل هائل، لافتا إلى استخدام بعض تلك الفيديوهات في الدعوى التي قدمتها جنوب افريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وقال: “الضرر هائل، إسرائيل تخوض حربها من واجهة متجر، أمام عالم مشبوه، معاد ومكشوف كما لم يحدث من قبل”. كما حذر من انعكاس هذه الممارسات على إسرائيل نفسها.
وأشار إلى أن “ما يبدأ بنهب الممتلكات المهجورة يؤدي إلى سرقة المعدات العسكرية للعدو ثم إلى سرقة المعدات العسكرية لقواتنا”.
وصرح المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية بالشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، بأن القوات الإسرائيلية قتلت أفرادا من الشرطة الفلسطينية كانوا يحرسون قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في رفح.
وأكد ساترفيلد يوم الجمعة في فعالية استضافتها مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، أن “الشرطة الفلسطينية نتيجة لذلك، ترفض حماية القوافل، مما يعرقل توصيل المساعدات إلى داخل غزة بسبب تهديدات العصابات الإجرامية”.
وقال ساترفيلد: “مع رحيل حراسة الشرطة، أصبح من المستحيل فعليا على الأمم المتحدة أو أي طرف آخر، سواء كان الأردن أو الإمارات أو أي جهة منفذة أخرى، نقل المساعدات بأمان إلى غزة بسبب الجماعات الإجرامية”.
وأكد ساترفيلد أن “قوة الحراسة كانت تتضمن أعضاء في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وأيضا أفرادا ليس لهم أي ارتباط مباشر بالجماعة المسلحة”.
وإجابة على سؤال حول مصداقية تقرير أفاد بأن القوات الإسرائيلية قتلت “أفرادا من حماس” كانوا يحمون قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في رفح في وقت سابق من هذا الشهر، قال ساترفيلد: “استهدف الجيش الإسرائيلي قبل 10 أيام أو أسبوعين سبعة أو ثمانية أو تسعة من ضباط الشرطة، من بينهم قائد كانت وحداته تشارك في توفير الحراسة”.
وأضاف ساترفيلد: “مثل هذه الحراسة ضرورية بسبب الهجمات على قوافل المساعدات من فلسطينيين يائسين أولا وأيضا من جماعات إجرامية”.
وأشار إلى أن الشرطة “تضم بالتأكيد أعضاء من حماس، وتشمل أيضا أفرادا ليس لهم ارتباط مباشر بحماس وهم موجودون هناك كجزء من بقايا الوجود الأمني للسلطة الفلسطينية، التي تمارس حكما محدودا في الضفة الغربية المحتلة”، ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على تصريحات ساترفيلد.
وقد نزح نحو 80 في المائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بسبب العمليات البرية والجوية التي نفذتها إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر.
المصدر : وكالات