منبر العراق الحر :
في حضرةِ الشوق
إذ يغتالني الأرقُ
ساءَلتُها:
“ما الذي يُبكيكِ يا طرق؟”
قالت:
_وكفُّ المدى حضنٌ لأدمعها_
“أبكي على من مضى
أبكي الذين بقوا
أبكي
وفيّ شذىً يغوي بذاكرتي
فارموا عطورَ الذين اختارَهم غرقُ
لا الراحلون نسوا خطواتهم بدمي
ولا سلَت رئةٌ يجتاحُها العبقُ”
_ متى تكُفِّينَ عن شكواكِ؟
يا سبُلاً
كانت تُمدَّدُ حتى يتعب الأفقُ
كانت تطرِّزُها آثارُ نزهتنا
مشياً إلى حارةٍ بالهمسِ تحترقُ
كانت وكنّا
وكان البوم ثالثَنا
ما ضمَّنا ريشُه إلا ونفترقُ
يا دربَنا
كانت الأحجار ترشدُنا
تحكي لنا
“من هنا أعداؤكم مرقوا”
نجري
نطارد طاحونَ الهواء سدىً
خيولنا خشبٌ
أسيافنا ورقُ
واليوم إذ صمتَت صارَت متاهتَنا
ننوي الخلاصَ
ولا يبقى بنا رمقُ
يا دربُ
ما كلُّ من قد طارَ منهزمٌ
تدرين …
بعضُ الذين اسَّابقوا
سبَقوا
تدرين
قد طلبوا أدنى حقوقهمُ
من البلاد التي للعدلِ تعتنقُ
ما غادرَ الحالمون الدار عن عبثٍ
لكنهم رسُلٌ من ليلنا انبثقوا
واسارعوا يطلبون الشمسَ
في يدهم كأسُ الخلاصِ
وفي تيجانهم شفقُ
الفائزُ الواصلُ
الناجي بجلدَتهِ من واقعٍ مظلمٍ
أحرى به الألقُ
والصامدُ الثابتُ
المزروع سنبلةً
عالٍ بهمته يقوى وينطلقُ
يلمُّ أصحابه من حولِ مقبرةٍ
يعيرُهم صوتَه والصوتُ مختنقُ
يقولُ
يا عصبة الأشراف… لا تهِنوا
ولتحرسوا العمرَ
إن العمر ينسرقُ
فينفضون غبارَ اليأس عن غدِهم
ويرعِدون إذا أبصارُهم برقوا
إني على شرفة الأحلامِ أخبرهم
في ظلِّ نافذتي
لم ييبس الحبقُ
#ريمان_ياسين
=======================================